تعالت عشية اليوم الهتافات والتصفيق من الاف الجماهير الذين واكبوا العرض الملحمى بعنوان ثورة الصحراء فى ساحة حنيش بدوز ضمن افتتاح الدورة الثامنة والاربعين للمهرجان الدولى للصحراء بدوز للتعبير عن اعجابهم بجمالية العمل الفنى الذى جسد مرحلة هامة فى تاريخ المرازيق ونضالاتهم ضد المستعمر خاصة فى معركة البرج التى وقعت فى 29 ماى 1944 والتى انتهت بفوز الثوار المرازيق على المستعمر الفرنسى الذى نكل بالمقاومين فى صحراء الجهة.
وأشارعدد من مواكبى هذا العرض لمراسل الى دور هذا العمل الفنى فى القطع مع الروتينية فى المشاهد التى تقدم سنويا فى ساحة حنيش ليحافظ على ذات اللوحات التى تميز التظاهرة من القافلة والدولاب والمرحول والصيد بالسلوقى والعرس التقليدى الى جانب عراك الفحول لكن فى اخراج جديد نجح فى شد المشاهد من جهة وتعريفه بتاريخ المنطقة من ناحية ثانية ليتكامل العمل الفنى فى نظرهم مع التاريخ.
وذكر مخرج العرض الحافظ خليفة لمراسل أن هذا العمل الضخم أنجز فى أحد أكبر مسارح الهواء الطلق بالعالم وهو ساحة حنيش التى تمثل فضاء فنيا هاما لاخراج هذا النوع من الاعمال المسرحية الملحمية الحديثة التى تعتمد الى حد بعيد على المشهدية الغالبة على الحوار وبمرافقة يرافقها نص شعرى من نظم جمال الصليعى متطرقا الى ما يتطلبه هذا العمل من امكانيات تقنية جبارة تحتم على وزارة الاشراف التوجه الى مزيد دعم مثل هذه المهرجانات التى توسس لانماط فنية جديدة.
وأشار الى أن هذا العمل يسعى الى مزيد التعريف بمحطات هامة من تاريخ الجهة وابرازها للناشئة خاصة وانها من المحطات التى لم تحضى بالقدر الكافى من التناول التاريخى الذى يبرز دور أبناء الجهة فى مقاومة المستعمر وبناء الوطن.
ومن ناحيتها أكدت وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث لطيفة لخضر التى واكبت هذا العرض أن الوزارة تعمل على دعم اللامركزية فى القطاع الثقافى وذلك عبر مساعدة الجهات على تنظيم مثل هذه التظاهرات الكبرى التى توصل لخصوصية المنطقة من جهة وتنفتح على العالم من جهة أخرى موكدة على الدور الهام للقطاع الثقافى فى بناء الشعوب ومحاربة الارهاب والتطرف الى جانب دوره التنموى الكبير خاصة فى ارتباطه بالقطاع السياحى والتأسيس لنمط سياحى ثقافى تتكامل فيه الاصالة والموروث والحضارة مع جمالية الطبيعة وجودة الخدمات المقدمة للحريف.
وبدورها أشارت وزيرة السياحة سلمى اللومى الرقيق الى الدعم الكبير الذى رصدته وزارة السياحة للمهرجانات الثقافية بالجهة وخاصة منها المهرجان الدولى للصحراء بدوز الذى له مكانته التاريخية والذى بات يسهم الى ابعد حد فى تحريك عجلة القطاع السياحى بالجهة وهو ما يعكسه وصول نسبة الحجوزات بمختلف الوحدات الفندقية بالجهة نسبة 100 بالمائة فى فترة المهرجان مضيفة أن الديوان الوطنى للسياحة يعمل من خلال اتفاقية مع الجامعة التونسية للنزل والجامعة التونسية لوكالات الاسفار على مزيد دعم السياحة الداخلية التى أصبحت تلعب دورا هاما فى تعديل السوق السياحية وتساعد القطاع السياحى على تجاوز ولو جزئيا الازمة الحادة التى يمر بها عقب الاعتداءات الارهابية بباردو وسوسة وهو ما يعكس وعى التونسى ومشاركته الفعالة فى النهوض بالبلاد والخروج بها الى بر الامان بحسب تأكيدها.
ويشار الى أن الوزيرتين قد أشرفتا اليوم على تدشين المعرض الوطنى للصناعات التقليدية المقام بساحة الاستقلال بمدينة قبلى على هامش الدورة 32 للمهرجان الدولى للتمور التى ستنطلق يوم غد الجمعة.