كشفت التحقيقات في هجوم سوسة الارهابي الذي استهدف في جوان الماضي نزل امبريال مرحبا بالقنطاوي حقائق صادمة ومفاجآت مدوية عن العملية التي راح ضحيتها العشرات من السياح.
وقد كشفت تحقيقات بعضا من خيوط الهجوم المسلح، وما سبقه من تحضيرات ورصد ودعم لوجستي وما تلاه من تدخل للقضاء على الإرهابي سيف الدين الرزقي منفذ الهجوم.. إضافة إلى مكامن التقصير الأمني في التعاطي مع العملية الإرهابية و”تهاون” بعض الأمنيين من سلكي الأمن والحرس الوطنيين في التدخل، ما دفع قاضي التحقيق المناب إلى إصدار أمس الأول بطاقة إيداع بالسجن في شأن ضابط أمن برتبة محافظ شرطة أول وهو رئيس فرقة الأمن السياحي زمن الهجوم الإرهابي وأذن بالاحتفاظ بخمسة أعوان أمن آخرين فيما ينتظر أن يتم اليوم استنطاق عوني حرس بحري واستنطاق أمنيين آخرين لاحقا.
ووفق المعطيات التي نشرتها صحيفة “الصباح” في عددها الصادر اليوم الجمعة 08 جانفي 2016 فإن حاكم التحقيق اعتمد على عدة قرائن مادية من بينها كاميرا المراقبة المثبتة أمام مقر منطقة الأمن الوطني بسوسة الشمالية مرجع نظر موقع العملية الإرهابية، والتسجيل الهاتفي لقاعة العمليات بنفس المنطقة الأمنية والتي بينت أن دورية لفرقة الأمن السياحي بسوسة الشمالية كانت متواجدة بمنطقة القنطاوي بحمام سوسة عندما تلقت اتصالا من قاعة العمليات في حدود الساعة منتصف النهار و45 دقيقة يطلب فيه منها التوجه على جناح السرعة نحو نزل أمبريال، ولكن أعوان الدورية عادوا إلى مقر المنطقة وصعدوا إلى قاعة العمليات ثم نزلوا نحو السيارة الأمنية وفتحوا صندوقها الخلفي حيث نزعوا الواقيات الصدرية وأعادوا ارتدائها ثم فككوا مخازن أسلحتهم من نوع “شطاير” وأعادوا تركيبها دون موجب قبل أن يتحولوا بعد ما بين 11 إلى 13 دقيقة إلى موقع العملية، وهو ما اعتبر على الأرجح إضاعة للوقت.
كما كشفت التحقيقات مشاركة عون وحيد من الفرقة إلى جانب رائد من الحرس الوطني ومدير إقليم الأمن الوطني السابق ومدير إقليم الحرس الوطني السابق في إطلاق النار على منفذ الهجوم والقضاء عليه.
وبينت الأبحاث أيضا وصول رئيس منطقة الأمن الوطني بسوسة الشمالية الذي كان متحوزا بمسدس إلى النزل رفقة ثلاثة أعوان مسلحين بشطاير ولكن دون التدخل أو الدخول في تبادل لإطلاق النار مع المسلح أو حتى محاولة تشتيته عن هدفه.
تبين فعلا أن عوني حرس بحري بسوسة كانا موجودين زمن العملية قبالة شاطئ نزل إمبريال دون أن يتدخلا بالكيفية والسرعة والنجاعة المطلوبة حيث سقط أحدهما في الماء عندما حاول النزول من الزورق فافتك جندي سابق كان زمن الحادثة في الشاطئ سلاح العون وحاول اطلاق النار على الارهابي لكن السلاح تعطل فيما نزع عون الحرس الثاني قميصه الذي يحمل شعار الحرس وهرول هاربا خوفا من بطش الارهابي .
هذا وأثبتت التحقيقات ان كتيبة الفرقان المورطة في قضية قتل عون الأمن بسوسة في أوت الفارط ومحاولة اغتيال رئيس النجم الرياضي الساحلي رضا شرف الدين في أكتوبر الفارط والمخططة لعدة عمليات إرهابية أخرى أحبطتها مصالح الحرس الوطني هي التي تقف وراء الهجوم الإرهابي على نزل امبريال مرحبا.
كما تبين ان الارهابي سيف الدين الرزقي اختبأ لمدة 5 ايام قبل العملية في احد المنازل بسوسة ليتم ايصاله يومها على متن سيارة إلى مسلك الذي يؤدي للشاطئ لينفذ بعد ذلك عمليته.
وقد قام حاكم التحقيق المناب في القضية باستدعاء عددا من الأمنيين للتحقيق معهم في قضية الهجوم الإرهابي على نزل أمبريال بسوسة، قبل أن يصدر أمس الأول بطاقة إيداع بالسجن في شأن رئيس فرقة الأمن السياحي بمنطقة الأمن الوطني بسوسة الشمالية سابقا ويقرر الاحتفاظ بخمسة أعوان أمن على ذمة التحقيق، مضيفا أن عوني حرس بحري تم استدعاؤهما أيضا وسيمثلان اليوم الجمعة أمام قلم التحقيق بالقطب القضائي لاستنطاقهما في نفس الموضوع..