الجرذان تغزو مدينة جرجيس والأهالى يطلقون صيحات فزع..

 

تفاقمت بمنطقة جرجيس ظاهرة انتشار الجرذان التى اقتحمت المزارع والمنازل فاصبحت المخاوف كبيرة على صحة الانسان والنبات والحيوان ما جعل صيحات الفزع تتعالى لمعاضدة جرجيس فى القضاء على هذه الافة او ما يطلق عليها اهالى جرجيس ب الكارثة .

وفى هذا السياق دعا المستشار البلدى ومساعد رئيس بلدية جرجيس معز عبيشو الى اعلان جرجيس منطقة خطر وطنية على حد تعبيره بما يستوجب تدخلا عاجلا من قبل عديد الوزارات وهو توجه شاركه فيه رئيس الاتحاد المحلى للفلاحة والصيد البحرى بجرجيس احمد الصهبانى الذى اعتبر ما يحدث كارثة وطنية موجها نداء لاغاثة جرجيس .

وتعتبر الجرذان وهى من فئة القوارض ويضاهى حجمها احيانا كثيرة حجم القطط ظاهرة قديمة متجددة تعود بداية تسربها الى جرجيس الى تسعينات القرن الماضى مع ارساء السفن والبواخر بالميناء التجارى بالمنطقة ومنه انتشرت واكتسحت الاحياء والمزارع والمقابر بحثا عن الطعام.

وذكر الصهبانى ان الظاهرة خلفت اضرارا كبيرة فى الغراسات والمحاصيل الفلاحية والدجاج خاصة وانها تتخذ الاراضى الزراعية والمناطق الرطبة والمساكن القديمة المضلمة وحاويات النفايات اماكن وجحور لها للتكاثر وبين انها تهدد الانسان خاصة وانها تتواجد احيانا كثيرة على اسطح المنازل فتحدث تلوثا بمياه الفساقى التى تتسرب اليها الى جانب تسببها فى قضم اذن اطفال ويتحدث الاهالى فى ذات السياق عن تعرض شيخ الى عملية قضم من الجرذان فى منزله بعدة اماكن من جسده وعن انتشار الجرذان فى المقابر حيث تقوم بنبش الجثث.

ومن جهة اخرى اصبحت جرجيس وفق عدة شهادات من اهلها بدون قطط باعتبار انها نفقت بسبب تناولها الادوية التى كانت تستعمل لمقاومة الجرذان وهو ما احدث اختلالا فى التوازن البيئى على حد تعبيرهم.

وحاولت بلدية جرجيس والعديد من مكونات المجتمع المدنى فى اطار تعاون اجنبى مقاومة ظاهرة الجرذان وتنظيم حملات وتوزيع ادوية على المواطنين غير ان الجهود والمبادرات كانت محدودة ولم تتوصل الى القضاء على الافة.

ويبين الخبراء من جهتهم ان هذا الصنف من القوارض يتميز بذكاء حاد اذ سرعان ما يتفطن الى الدواء ويعتاد به خاصة اذا كان فى المكان نفسه اضافة الى اعتماده حيلة تتمثل فى ارسال جرذ صغير لياكل من الطعام فاذا مات ابتعدت البقية عن الاكل واذا لم يمت تقترب المجموعة منه .

ويوكد عبيشو ان بلدية جرجيس تستعمل نحو طن من الادوية يوزع قسطا منها على المواطنين مجانا وقسط يبقى لمداواة المنشات العمومية الثقافية والرياضية والشبابية غير ان البلدية لم تعد حاليا تتزود به وهو ما سيزيد فى حدة الظاهرة وخطورتها .

وفى هذا المجال دعا الى تدخل عاجل لعدة وزارات لمعاضدة جهود البلدية فى التصدى للجرذان والتدخل لمقاومة مكان تفريخها قائلا ان الوضعية اكبر من ميزانية بلدية جرجيس اذ ان معالجتها تتطلب موارد مالية ضخمة تتعدى جهود طرف واحد لتشمل عدة متدخلين من وزارات الداخلية والصحة والفلاحة والبيئة كما دعا الصهبانى من جهته الى تشريك وزارة النقل او وكالة الموانى التى حملها المسوولية كمتسبب اول فى دخول هذه الظاهرة الى جرجيس حسب قوله.

واكد عبيشو على ضرورة ادارج هذا الملف فى المخطط التنموى الخماسى الجديد وتخصيص ميزانية منفردة له مع تشريك اكبر عدد من المتدخلين وتعميق البحث العلمى فى المجال والاستئناس بتجارب بلدان مماثلة من اجل حل ناجع ينقذ جرجيس من مخاطر بيئية وصحية بشرية وحيوانية ويحمى هذه المنطقة التى تمثل الفلاحة ابرز انشطتها ويحمى مدن مجاورة لها ستجد نفسها فى عرضة الى هذا الصنف من الحيوانات على غرار بن قردان التى تسلل لها ايضا على حد قوله.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.