اختار المخرج عبد المجيد الوسلاتى المساهمة فى الاحتفال بذكرى أحداث ساقية سيدى يوسف من ولاية الكاف 8 فيفرى 1958 بعرض شريط وثائقى أنجزه سنة 1979 تحت عنوان حق الجوار وذلك مساء اليوم الاحد بالمركز الثقافى والرياضى بالمنزه السادس.
ويقدم هذا الشريط 42 دقيقة والذى انتج بالابيض والاسود بالصوت والصورة عدة مشاهد حية من تاريخ تونس ابان الحقبة الاستعمارية ويبرز كذلك ارتباط الشعبين الشقيقين التونسى والجزائرى أيام الكفاح ضد الاستعمار الفرنسى.
وتنطلق أولى مشاهد الشريط مع ظهور طفلة تدعى ياسمين غادرت المنزل بعد فقدان أبويها اللذين قتلهما المستعمر لتتجه شرقا من مدينة باتنة الجزائرية الى احدى القرى الحدودية التونسية أين احتضنتها احدى العائلات التونسية.
هذه الانطلاقة التى اعتمدها المخرج فى بداية الشريط ونهايته أراد من خلالها التركيز على قيم التضامن والتازر التى جمعت العائلات التونسية بنظيرتها الجزائرية سنوات الاحتلال الفرنسى الغاشم.
وانطلاقا من هذه الحادثة مرر المخرج عديد المشاهد الحية المرتبطة بالكفاح الذى خاضه الشعب التونسى بالتوازى مع الشعب الجزائرى سنوات الاستعمار وعرج على العديد من اللقاءات والخطابات التى تقدم موقف الزعيم الحبيب بورقيبة من الكفاح الجزائرى وخاصة منها خطابه بمدينة المتلوى سنة 1955 والذى أعرب فيه عن امكانية التفويت فى قاعدة بنزرت للمستعمر ان هو مكن الجزائر من نيل الاستقلال.
مثل هذه المواقف وغيرها جمعها المخرج فى هذا الشريط ولعل من أبرزها احداث ساقية سيدى يوسف 8 فيفرى 1958 والتى امتزجت فيها دماء الشهداء التونسيين باخوانهم الجزائريين.
وذكر مخرج الشريط فى تصريح ل أن عملية الانتاج تطلبت منه عدة تضحيات مادية ومعنوية وكلفته تعبا فى الرحلات والاتصالات مع الاطراف الفرنسية والالمانية والايطالية للظفر بمثل هذه المشاهد الحية التى تضمنها الشريط والتى قبرت طيلة حكم النظام السابق حسب تعبيره.
ويضيف حق الجوار يعتبر وثيقة هامة تترجم احدى محطات تاريخ الكفاح الوطنى وتوثق من خلال شهادات حية للذاكرة الشعبية التونسية والجزائرية على حد السواء .
.
مخرج الشريط عبد المجيد الوسلاتى بدأت مسيرته منذ سنة 1965 لتتواصل بعالم الكاميرا الى غاية سنة 2000 سنة تقاعده من موسسة الاذاعة والتلفزة التونسية بعد عديد الاعمال مثل أم عباس و رسالة حق النور و سفير وشريط حق الجوار الذى يطمح الى تحويله ليصبح شريطا رقميا معربا عن أمله فى تحقيق ذلك خاصة وأن تكلفة هذه العملية باهضة وتتطلب دعما وفق قوله.