منع النقابيون أعوان الصحة العاملون بالمستشفى الجامعى الحبيب بورقيبة بصفاقس اليوم الخميس انعقاد اجتماع اللجنة الطبية للمستشفى التى كان يفترض أن يشارك فيهاعدد من الاطارات المركزية بوزارة الصحة يتقدمهم المدير العام للصحة كريم عون وذلك على خلفية رفض النقابيين لتسمية الوزارة للمدير العام للموسسة شكرى التونسى بدعوى انتمائه للموسسة العسكرية.
وعرفت الساحة الامامية للادارة العامة للمستشفى التى اوصدت أبوابها أمام الاطارات الطبية حالة من التوتر والفوضى بسبب المنع وذلك بحضور أعداد كبيرة من الاطباء والنقابيين اضافة الى عدد من الامنيين بالزى المدنى.
وقال الكاتب العام للفرع الجامعى للصحة عادل الزواغى ان المنع ليس منعا للاجتماع ولكنه منع لحضور المدير العام الذى تعترض النقابة على تسميته والتى تعد فى تقديره عسكرة لمنشأة استشفائية مدنية مضيفا أن هذا المنع تعبير عن رفض النقابيين لقرار وزارة الصحة نقلة ثلاثة مديرين بادارة المستشفى الى الادارة الجهوية للصحة بصفاقس.
وقد ردد النقابيون الحاضرون شعارات مناهضة لوزير الصحة كما منعوا وسيلة اعلامية من تسجيل تصريح للمدير العام للمستشفى شكرى التونسى الذى تمت تسميته منذ ما يزيد عن ستة أشهر دون أن يتمكن من الالتحاق بمكتبه فى المستشفى بسبب رفض النقابيين له وهو ماأجبره على تسيير الموسسة من الخارج.
من جهتهم اطلق عدد كبير من الاطباء روساء الاقسام بالمستشفى صيحة فزع لما الت غليه الاوضاع فى هذه الموسسة فى الاشهر الاخيرة نتيجة ماقالوا عنه الفراغ الادارى واللخبطة فى التسيير بسبب عدم قدرة المدير العام الالتحاق بمكتبه .
ودعا الاطباء فى نقطة اعلامية بالصحفيين بعد عملية منع الاجتماع السلط العمومية جهويا ومركزياالى الاسراع باتخاذ قرارات جريئة تضع حدا للوضع الذى وصفوه بالكارثى وغير المسبوق فى المستشفى كما طالبوا بتطبيق القانون حتى لا يتلاشى هذا المرفق العمومى الذى يختص بطابعه الجراحى ويشع على مختلف ولايات الجنوب بالاضافة الى ولاية صفاقس.
وقد عبر بعضهم صراحة عن مساندته للمدير شكرى التونسى فيما اكتفى البعض الاخر بالمطالبة بقرار يحسم الخلاف بين شقى النزاع وهما الوزارة والمدير العام للمستشفى من جهة والنقابة من جهة ثانية وقد ناشد أحدهم المركزية النقابية للتدخل لانهاء المشكل.
وقال فاضل القرمازى رئيس قسم الطب النووى ان الخدمات الصحية تدهورت كثيرا فى المستشفى مشيرا الى تفاقم الديون التى بلغت حدا كبيرا بما انعكس على التوازن المالى للمستشفى وعلى مصداقيته لدى المزودين التونسيين والاجانب.
وأوضح أن قسم الطب النووى لم يتمكن بسبب تعطل المرفق الادارى من جلب مواد طبية من الخارج كماأن الصيدلية المركزية صارت لا تلبى طلبات المستشفى من عديد الادوية نتيجة عدم خلاص الفواتير التى تحتاج الى توقيع المدير العام.
من جهتها أكدت امنة الزريبى رئيسة قسم الصيدلة أن الفراغ الادارى الحاصل على الرغم من اجتهادات المدير العام فى ظل ظروف عمله الصعبة تنعكس بشكل مباشر على نوعية الخدمات وصارت تهدد أحيانا فى الحالات الاستعجالية حياة المريض.
ونبه عدنان الحمامى رئيس قسم تحاليل الجراثيم بالمستشفى والعميد الاسبق لكلية الطب بصفاقس من تقهقر الوظيفة التكوينية للمستشفى كموسسة استشفائية جامعية مبيناأن تراجع النشاط الاستشفائى فيها بسبب الوضعية الحرجة التى صار عليهاينتج عنه حتما تراجع الدور التكوينى للطلبة والاطباء الشبان بما ينعكس على مستوى الصحة العمومية والخاصة فى تونس مستقبلا.
وأكد رئيس اللجنة الطبية بالمستشفى منير بوعزيز أن ديون المستشفى بلغت 52 مليون دينار موضحا أن الوضعية الحالية للمستشفى انجرت عنها مشاكل كثيرة على المستوى الادارى والامنى والاجتماعى وفى مستوى التزود فضلا عن الوضع النفسى الصعب الذى صار عليه الاطار الطبى وشبه الطبى للمستشفى بحسب قوله.
يذكر أن وزارة الصحة العمومية أصدرت بداية الاسبوع الجارى بلاغاأكدت فيه مساندتها للمدير العام للمستشفى الحبيب بورقيبة شكرى التونسى الذى قالت انه سيقوم بجملة من الاصلاحات فى هذه الموسسة.