عاشت تونس وتحديدا مدينة بن قردان في الجنوب التونسي مطلع الأسبوع الجاري على وقع هجوم ارهابي جبان نفذه أكثر من 55 عنصرا ارهابيا بعضهم من الخلايا المترصدة بالمنطقة وآخرون تسللوا من ليبيا وفق ما أكدته مصادر رسمية تونسية.
وقد أسفرت العملية في حصيلة رسمية الى حد اليوم السبت 12 مارس الجاري عن القضاء على 49 ارهابيا وايقاف 09 آخرين مقابل سقوط 19 شهيدا بين مدنين وعناصر من قوات أمننا وجيشنا البواسل.
وقد انطلقت العملية فجر يوم الاثنين 7 مارس بمهاجمة ثكنة للجيش ومركزين أمنيين وكانت اشارة الانطلاق أذان الفجر وهو الموعد الذي اختاره الإرهابيون لبدء تنفيذ عمليتهم الارهابية،التي كانوا يسعون من خلالها الى السيطرة عل بن قردان وتحويلها الى امارة داعشية الا ان الله رد كيدهم في نحرهم بفضل استبسال قوات الأمن والجيش في الدفاع حرمة الوطن الذين أثبتوا جاهزية عالية وقدرة على رد فعل المباشر وافشلوا مخطط الدواعش.
وقد مكنت العملية التي ماتزال جارية ببن قردان الى حد اليوم من القضاء على 49 ارهابيا تم التعرف على جثة 23 منهم من بينهم 6 أصيلي بن قردان وجميعهم يحملون الجنسية التونسية وفق ما أكده الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب كمال بربوش في تصريح سابق للمصدر.
وكشفت التحقيقات مع العناصر الارهابية الموقوفة أن الارهابيين كانوا يخططون لرفع خرقتهم السوداء فوق مقر المعتمدية وهو ما تم فعلا عندما حاول أحد العناصر رفع الراية الوطنية ووضع رايتهم الداعشية الا ان أحد الامنيين تصدى له بوابل من الرصاص كما كانوا يخططون لتحويل محكمة الجهة الى محكمة شرعية الا ان مخططهم باء بالفشل بفضل حماة وطننا البواسل.
وفي تحليل للعملية الارهابية قال العميد المتقاعد بالجيش الوطني مختار بن نصر أن الإرهابيين اختاروا منطقة بن قردان لأنها نقطة إستراتيجية حدودية وتشكل رمزا، مشيرا إلى أنهم حاولوا الاستيلاء عليها إلا أن سرعة الرد والحسم كانت الرسالة الكبرى لهؤلاء.
ومن جانبه اعتبر الخبير الأمني مازن الشريف في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية على الفيسبوك أنّ العملية تعتبر نوعية ومتطورة، حيث تم استخدام مجموعة كبيرة من العناصر الإرهابية” كما تم استهداف” مدنيين، بدون استثناء، مشيرا الى أن هذا يعني دخول مرحلة الإرهاب الأسود”.
وقال الشريف انه من الضروري إعلان حالة تأهب قصوى لان ما حدث في بن قردان ليس سوى اختبار صغير جدا.
وبين المصدر ذاته أن العملية ليست تغييرا للعمل الإرهابي بل تطويرا له فهي عملية نوعية متطورة فيها استهداف للنقاط الحيوية ومحاولة فتح باب حرب الشوارع واستهداف المدنيين..
كما اعتبر الشريف أن عملية صبراطة كانت بداية لمرحلة جديدة لا رجوع عنها مشيرا الى أن التدخل الأجنبي في ليبيا حتمي وكل هذا يعني فتح المجال لداعش لضرب عميق لتونس والجزائر ومصر، وكان لابد على الحكام التونسيين قراءة ذلك وفهمه.
وحذر الشريف من ما حدث في بن قردان معتبرا أنه سيفتح باب الإرهاب الأسود ويصبح مصطلح الطاغوت شاملا حتى للشعب نفسه الذي يصر رغم كل شيء على رفض ثقافة الموت.
وانتقد الشريف ما أسماه بتراخي الدولة في التعامل مع الإرهابيين والمشتبه بهم وخاصة العائدين من سوريا. وهو ما سيجعل الأمور أكثر تعقيدا فالإرهابي “لا يلعب في حين الدولة لا تتصرف بنجاعة”حسب تعبيره.