فتحت السوق المغاربية ببن قردان الثلاثاء أبوابها مستقبلة حرفاءها وخاصة من أبناء المنطقة الى حين انطلاق توافد أبناء الولايات الاخرى باعتبار أن هذه السوق تمثل مصدر التزود الرئيسى بالسلع المستوردة بالخصوص.
وجاء فتح هذه السوق بعد أن أغلقت منذ فجر الاثنين الماضى بسبب الهجوم الارهابى الذى استهدف المنطقة ليتوقف بذلك كل نشاط تجارى واقتصادى وادارى وتتحول بن قردان الى منطقة عمليات أمنية لتعقب الارهابيين وملاحقة الفارين منهم وسط تعزيزات أمنية كبيرة لمختلف الاسلاك الامنية والعسكرية غطت وسط المدينة وكامل شوارعها وأحيائها.
وبعث فتح السوق رسالة طمأنة حسب عدد من المواطنين الذين اعتبروا أن فتح السوق يعد موشرا كبيرا على استقرار المنطقة وعودة الحياة اليها ولئن استبشر الاهالى بفتح السوق الا أن التجار المنتصبين بها اعتبروا أن هذه السوق لن تقدر على مجابهة الطلب اذا ما بقى معبر راس جديرالحدودى مغلقا خاصة وأن أغلب بضائع السوق متأتية من القطر الليبى حسب قولهم.
ووجهوا لاجل ذلك طلبا ملحا الى الحكومة باعادة فتح المعبر حتى تنشط التجارة على الوجه الامثل فى غياب بدائل تنموية مشيرين فى لقاءات مع مراسلة الى أن وقفة أبناء المنطقة ضد الارهاب ستظل ثابتة على الدوام ومهما كان الثمن.
وأكدوا أن المطلوب اليوم من الدولة أن تقف معهم وأن تخفف مما وصفوه بتضييق الخناق عليهم فى التجارة وفى الوظيفة العمومية وفق تعبيرهم.
وشدد اخرون على ضرورة أن تكثف الدولة الحماية على الحدود وخاصة منها الصحراوية بكل الوسائل لمنع أى تسلل مع ترك المعبر الحدودى مفتوحا حفاظا على لقمة العيش التى يعتبر المعبر أبرز مقوماتها قائلين ان المواطن شبع من الحديث عن التنمية وينتظر حلولا عملية سيما عبر تسريع انجاز المشاريع المبرمجة .
بدوره دعا الناشط الحقوقى مصطفى عبد الكبير الى ضرورة اعادة فتح المعبر الحدودى براس جدير لاهميته من الناحيتين التنموية والانسانية وحتى تتواصل الحياة خاصة وأن المعبر محصن وله من الامكانيات البشرية من وحدات أمنية وعسكرية بكل أسلاكها ومادية من أجهزة المراقبة والرصد والسكانير ما تمكنه من ضمان الحماية مضيفا أنه من المفترض اعادة العمل به تدريجيا مع تكثيف التفتيش.
من ناحيته طالب الناشط المدنى عبد السلام الرقاد بتفعيل الديبلوماسية فى أقرب الاجال وفتح المعبر باعتباره الموقع الوحيد الذى اذا ما أغلق يحال الجميع على البطالة لافتا الى أنه حتى فى حال لم يكن الوضع الامنى مستقرا بعد فان بالمنطقة 2500 كاميرا ستتحول الى العمل بليبيا فى اشارة منه الى التجار من أبناء المنطقة الذين تربطهم علاقات جيدة بنظرائهم فى ليبيا.
ويتواصل غلق معبر راس جدير الحدودى منذ الهجوم الارهابى على بن قردان اذ اقتصرت الحركة به فى الايام الاولى على تأمين عودة التونسيين والليبيين كل الى بلده غير أن هذا النشاط توقف وخلا المعبر من أية حركة فيما ظلت كل التشكيلات الامنية والعسكرية متواجدة به فى أعلى درجات التأهب واليقظة من أجل المحافظة على سلامة التراب الوطنى.