تونس : قيادات من الجيش فى جبل الشعانبى مستعدون لمواجهة أى خطر ارهابى

 

جبل الشعانبى وكل الجبال أرضنا وميداننا لا مجال للانسحاب منها واذا اندلعت مواجهات فلا خيار أمامنا سوى الانتصار أو الانتصار اما بتحطيم الهدف أو القاء القبض عليه هكذا تحدث عقيد بالجيش ضمن القوات العسكرية المرابطة بمنطقة الشعانبى من ولاية القصرين فى أعلى قمة بتونس على علو 1544 مترا بكل ما يمكن أن تحمله العبارات من شعور بالوطنية وحب البلاد.

هناك بين السماء والارض فى هذه المنطقة الجبلية بوسط غرب تونس لا يلطف من قساوة الطبيعة سوى وجودهم حماة الديار تراهم منتشرين فى كل شبر من سفح الجبل الى قمته يترصدون أى حركة قد تمثل خطرا يهدد البلاد والعباد متمسكون بهذا الميدان الذى يعتبرونه ملكهم مستعدون لفدائه بأرواحهم.

فى حديثهم عن معركتهم المتواصلة ضد الارهاب يصرح العسكريون فى جبل الشعانبى من مختلف الرتب هذه أرضنا والحفاظ عليها مسووليتنا مهما طالت المعركة حربنا متواصلة لحماية كل شبر فيها ولا خيار أمامنا سوى الانتصار .

نحن لا ننكر وجود تهديدات ارهابية جدية لا تقتصر فقط على الشعانبى لكننا جاهزون ومستعدون على كافة المستويات البشرية واللوجستية ومسلحون بالخصوص بمعنويات مرتفعة وكلما توفرت المعلومات فاننا نقوم بعمليات تفتيش وتمشيط للقضاء على المجموعات الارهابية ضمن برامج عملنا اليومية والمتواصلة بالوتيرة ذاتها وبنفس القوة .

أمام وفد من الصحفيين يمثلون كافة وسائل الاعلام الوطنية المسموعة والمكتوبة والمرئية قدم العقيد بمركز الاصطياف والتخييم بالشعانبى عرضا عن عمل القوات العسكرية من مختلف التشكيلات فى جبل الشعانبى وعن تطور أساليبها وتجهيزاتها وطرق تعاملها مع الخطر الارهابى المتواصل فى هذه المنطقة الجبلية بجهة القصرين.

وتسهر القوات العسكرية فى هذه المنطقة على تأمين أربعة جبال تعد مناطق عسكرية مغلقة وهى جبال الشعانبى والمغيلة والسلوم وسمامة الى جانب جبال أخرى وهى مناطق عمليات عسكرية كما تقوم بحماية المنشات الموجودة أسفل جبل الشعانبى والمحمية وكذلك محطة الارسال التلفزى والاذاعى.

وبالرجوع الى طريقة عمل الجيش فى منطقة الشعانبى وبعد مرحلة أولى قدمت فيها الموسسة العسكرية 12 شهيدا من 29 افريل الى 31 جويلية 2013 طور الجيش الوطنى من أساليب عمله لينتقل من الدفاع الى مرحلة المبادرة والهجوم التى أفاد العقيد أنها انطلقت من 1 سبتمبر 2014 الى اليوم بعد أن نجحت الموسسة العسكرية فى فترة سابقة فى استعادة جبل الشعانبى باعتباره رمزا للدولة وتركيز القوات فى كافة المنطقة.

وتمكنت القوات العسكرية خلال الفترة الماضية من القضاء على 18 عنصرا ارهابيا فى جبل الشعانبى والقبض على عنصر اخر وتدمير كلى لمخيمات هذه المجموعات اضافة الى حجز كميات كبيرة من الاسلحة ومن الذخيرة وتفجير مخابى للارهابيين تحت الارض ما خلف عديد القتلى فى صفوفهم.
كما اكتشف الجيش بعد فترة من الهجوم وجود عدد اخر من الجثث المتفحمة والتى تعود الى هذه المجموعات.

ومما يزيد مهمة القوات العسكرية فى منطقة الشعانبى صعوية بالخصوص حسب العقيد التضاريس الوعرة التى تمثل تحصينات طبيعية يرتكز عليها الارهابيون للاختباء داخل المغارات والتجويفات بين الصخور والاشجار المتلاصقة أو التمركز خلفها لضرب القوات لاسيما وأن أغلبهم يرتدى الهركة والتى يكون لونها قريبا جدا من لون الصخور حيث يصعب تمييزهم.

غير أن هذه الاساليب باتت معروفة لدى القوات العسكرية كما هو الحال بالنسبة للاسلحة التى يستعملونها ومنها بالخصوص الكلاشنيكوف والرمانات اليدوية والشطاير وأخيرا الار بى جى.

وفى مقابل ذلك طور الجيش خلال الفترة الاخيرة من أساليب المقاومة والهجوم وبات اليوم يستخدم تجهيزات عصرية ومنها مدرعات مجهزة للتصدى لاى نوع من المتفجرات يتنقل بواسطتها العسكريون من أسفل الجبل الى قمته.

وتتولى وزارة الدفاع وفق ما أفاد به العقيد امر الفوج بمساعدة شركائها تنفيذ مشروع تعبيد طريق يشق جبل الشعانبى وتمكنت فى ظرف وجيز من استكمال المرحلة الاولى التى يمتد فيها الطريق من باب محمية الشعانبى الى محطة الربط والارسال على مسافة 8 كيلومترات.

ويشمل هذا المشروع أيضا جبلى السمامة ومغيلة ويتمثل الهدف منه فى تسهيل الدخول للجبل باعتبار أن الالغام وتفخيخ الطرقات هى أكثر المشاكل التى يمكن أن تعطل الوحدات العسكرية سواء عبر الالغام المضادة للاشخاص أو المضادة للعربات.

ولفتح الطرقات فى الجبل تعتمد القوات على مجموعات خاصة تسمى عناصر الكشف عن الالغام وتتكون كل مجموعة من أربعة اشخاص يستعملون وسائل متطورة لرصد أى جسم مشبوه ويعملون باسناد من عناصر يتولون تأمينهم من كل جانب وفى حال اكتشاف أى جسم تعهد المهمة للمهندسين اما لتفكيك اللغم أو تفجيره.

كما تم تجهيز أبراج مراقبة موزعة على مناطق مختلفة من الجبل عند سفحه وفى نقاطه العليا والمتوسطة تتوفر على أسباب الراحة والحماية للعسكريين داخلها من امكانية التعرض الى أى ضربات وان كانت بواسطة الار بى جى وتيسر عملية مراقبة شاملة لكافة المحيط.

وفى أعلى نقطة من الجبل فى محطة الارسال الاذاعى والتلفزى التى تعد نقطة ارتكاز تنطلق منها العمليات العسكرية المتواصلة هناك أشغال حثيثة لتشييد أبراج تساعد على مزيد السيطرة على المنطقة بواسطة امكانيات الوزارة ومساعدة شركائها لتركيز منظومة المراقبة الحرارية.

وقامت الوحدات العسكرية منذ جوان 2015 بنصب 179 كمينا والقيام ب36 عملية كبرى وقذف 4458 رمايات مدفعية وتعمل هذه الوحدات بالتعاون مع قوات الامن الداخلى فى اطار دوريات عمل مشتركة اضافة الى تنسيق يومى على مستوى تبادل المعلومات والاستخبارات وهو ما يجعل العمل فى منطقة القصرين نموذجا للتعامل بين القوات الامنية والعسكرية حسب العقيد.

وقد عاش الاعلاميون خلال هذه الزيارة الميدانية تجربة أقرب ما تكون الى الواقع حيث دخلوا منطقة معارك حقيقية داخل سيارات مصفحة ومجهزة بكل وسائل الحماية من أى خطر خارجى.

كما حضروا تمرينا بالذخيرة الحية لضرب موقع يتحصن فيه عنصر أو عناصر ارهابية وتابعوا كافة مراحل تحصين المحيط ومحاصرة الهدف قبل تحطيمه لينتقلوا بعد ذلك الى متابعة تمرين حى وحقيقى للعناصر العسكرية التى تقوم بفتح المسالك ورصد الالغام قبل متابعة تفجير أحد الالغام المضادة للاشخاص.

وبعد زيارة محطة الارسال والاطلاع على الاشغال الجارية فيها لتشييد أبراج المراقبة تابع الوفد الصحفى أيضا كافة مراحل عملية الرمى بالمدافع.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.