بالرغم من توفرها على العديد من الثروات البشرية والطبيعية لا تزال معتمدية المكناسى ولاية سيدى بوزيد تحتل المرتبة 217 فى ترتيب معتمديات الولاية بموشر تنمية قدر ب448ر.
حسب احصائيات سنة 2015 وتزخر المكناسى بثروات انشائية ذات جودة عالية بكميات هامة قابلة للتحويل الصناعى كالفسفاط والجبس ومقاطع للحجارة الكلسية والطينية وذلك بالاضافة الى عدد من العيون المائية والمواقع والمعالم الاثرية على غرار قصر خليفة الزناتى.
وتشتهر المعتمدية ايضا بتربية الخيول العربية الاصيلة حيث تحتضن سنويا المهرجان الدولى للجواد العربى الاصيل وهو ما يجعلها وجهة لمربى الخيول من داخل تونس وخارجها.
وتضاف الى ثروات المعتمدية توفر ضيعات فلاحية دولية شاسعة ورصيد عقارى قادر على احتضان المشاريع العمومية والاستثمارات الخاصة.
وفى المقابل لم تستطع كل هذه الثروات حجب تدهور الوضع التنموى والاجتماعى حيث ارتفعت بعد الثورة التحركات الاحتجاجية المطالبة بالتنمية والتشغيل وتعطل انجاز المشاريع المبرمجة خاصة وحدة انتاج الفسفاط وذلك بسبب ضعف البنية التحتية داخل المدينة وبالمناطق الريفية وعدم تسوية وضعية الاراضى الدولية.
كما تحولت السكة الحديدية التى تمر عبر المعتمدية رابطة بين ولايتى قفصة وصفاقس من ميزة الى نقطة ضعف بسبب لجوء المحتجين الى غلق السكة اثر كل تحرك احتجاجى.
واقترحت اللجنة المحلية للتنمية بمعتمدية المكناسى فى اطار المخطط الخماسى 2016/2020 العديد من المشاريع فى مختلف القطاعات بهدف حل عدد من الاشكاليات المذكورة من ذلك ربط مدينة المكناسى بمدينة قابس عبر جبل بوهدمة وحوالى 24 مسلكا فلاحيا بالاضافة الى احداث عدد من الجسور منها جسر على مستوى سارق المرقى وجسر بمسلك المبروكة على مستوى وادى بن سالم.
كما تضمنت الاقتراحات حماية التجمعات السكنية من خطر الفيضانات وتجميل مداخل مدن المكناسى والنصر والكرمة وانجاز امثلة التهيئة لعدد من التجمعات السكنية الاخرى.
وتمت ايضا المطالبة بتدخل مصالح وكالة التهذيب والتجديد العمرانى قصد برمجة مدينة المكناسى ضمن مناطق تدخلها لتهيئة الانهج داخل المنطقة البلدية التى اصبحت مهترئة واحداث مصب للفضلات مع وحدة رسكلة ومواصلة تهيئة سوق الجملة ومعالجة وتجديد شبكة التطهير واستكمال عمليات الترصيف واعادة تهيئة الحدائق العمومية وشارع البيئة ودعم البلدية فى صيانة المناطق الخضراء.
وشملت مقترحات المخطط الخماسى للتنمية تهيئة المناطق الصناعية من خلال استغلال المخزون العقارى للبلدية والتعجيل فى تحويل صبغة بعض الاراضى المحيطة بالمنطقة البلدية وايضا العمل على اقتطاع حوالى 50 هكتارا من املاك الدولة بقرية النصر وتحويل صبغتها لتكون صالحة للاستغلال كمنطقة صناعية.
وفيما يتعلق بالقطاع الصحى تمت المطالبة بتدعيم المستشفى بالتجهيزات والاطار البشرى وايضا احداث اقسام واختصاصات جديدة تستجيب لترقيته الى مستشفى جهوى صنف ب وتمكينه من وحدة انعاش طبى متنقلة وتجهيزات الاشعة بالاضافة الى تجهيز مستوصفات المبروكة والمش والكرمة والزوارع واحداث مستوصف بمدرسة النور عمادة الغريس الغربية.
اما فى القطاع الفلاحى فقد تركزت المطالب على احداث عدد من الابار الاستكشافية والتدعيمية بالجباس والمكناسى الغربية والنصر والمش الغربية واحداث مناطق سقوية عمومية بالمكناسى الشرقية والمش والجباس والنصر والدخلة وتزويد العائلات بالماء الصالح للشراب بالمبروكة والغريس والمكناسى الغربية والمكناسى الشرقية والمكناسى الشمالية وانجاز مشاريع مقاومة الانجراف والبحيرات الجبلية بكل العمادات التى تستجيب فنيا لذلك.
وتركزت مقترحات قطاع الشباب والرياضة والثقافة على احداث نوادى الشباب الريفى وبعث مركب ثقافى جديد يستجيب لتنوع الانشطة الثقافية وتهيئة المسلك الصحى وتدعيم دار الشباب بالمكناسى بمبيت وبعث مركز تكوين فلاحى بضيعة التجارب الفلاحية بالغريس وتحويل مركز التكوين المهنى بالمكناسى الى معهد عالى للمهن التقنية.
ومن جهته اشار الاتحاد المحلى للشغل بالمكناسى فى بيان له الى ان معتمدية المكناسى مازالت تنتظر دورها فى التنمية حيث لم تر المشاريع المبرمجة النور مما ساهم فى ارتفاع منسوب الاحتقان والتوتر وازدياد مظاهر الفقر وهو ما يتطلب الاسراع فى تفعيل كل الوعود وتركيز المشاريع التى تمت برمجتها منذ 2010 واكد الكاتب العام للاتحاد المحلى للشغل بالمكناسى زهير خصخوصى فى تصريح لمراسل انه لا بد من تسوية وضعية عملة الحضائر وتفعيل الاتفاق الخاص بالمعطلين الذين نفذوا اضراب جوع منذ اكثر من شهرين والتسريع بتركيز وحدة انتاج الفسفاط وايجاد حل عاجل لمعضلة التطهير وتسوية الوضعية العقارية بكل الوحدات الفلاحية بالجهة واتمام مشاريع المناطق السقوية الموعودة فى برنامج التنمية المحلية وتركيز المسالك الفلاحية بها.