استهلت مسرحية أو لا تكون لانور الشعافى سلسلة عروض الدورة 20 للمهرجان الوطنى لمسرح التجريب بمدنين التى تلتئم من 23 الى 30 أفريل الحالى تحت شعار التجريب على شكسبير .
ويستمد هذا العمل المسرحى رويته الاخراجية من الاعمال المسرحية التجريبية للكاتب الانغليزى ويليام شكسبير الذى يبقى المعلم الاول للمخرجين فى العالم ومن أعماله يستلهمون مسرحياتهم بروى جديدة وفق تعبير أنور الشعافى معتبرا أن مواضيع أعمال شكسبير الثمانية والثلاثين ذات اهتمام انسانى وصالحة لكل زمان ومكان .
وحرص الشعافى فى مسرحيته الجديدة أو لا تكون وهى من انتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين على تقديم شكسبير فى صورة مغايرة غير الصورة التقليدية المالوفة فقام بمزج أربع أعمال له هى هملت و عطيل و روميو وجوليات و الملك لير فى نص واحد واستخدم فى الجانب السينوغرافى تقنية جمعت بين تقنيات القماش الهوائى التى هى احدى اختصاصات السرك الفنى وبين التقنية المسرحية .
وتطلبت المسرحية مجهودا بدنيا خارقا فى التسلق والوضعيات الجسدية المعلقة فى الهواء فأرهقت الممثل وأثرت على طاقته وتلفظه وتركيزه الى جانب تقمص الممثل لاكثر من دور فى ايقاع سريع.
وواكب هذا العرض الاول جمهور كبير من المولعين بالفن الرابع الذين تعودوا على مواكبة عروض المهرجان ومنقاشتها وفق تقاليد رسخها القائمون على المهرجان بعد نهاية كل عرض.
وقال الكاتب المسرحى محفوظ غزال فى تقييمه لهذا العرض ان العمل اتسم بجرأته وطرحه العميق للمواضيع فكان بمثابة مخبر من الكتابة الركحية والموسيقى،وأضاف أن العمل اكتسى بعدا رمزيا من خلال العمل على سرك الممثل المعلق بين السماء والارض فى دلالة على الانسان المعلق بين الالوهية والحيوانية بسبب رغبته فى التخلص من مرتبة الانسانية والتمرد عليها.
وأوضح أن العمل نجح فى أن يفصل بين الموت بما هو حدث بيولوجى وبين القتل كقبح من فعل الانسان على حد تقييمه معتبرا أن فى توظيف السرك دلالة فتح أروقة تسير نحو المجهول وهى رسالة مفادها أنه ما دام القتل يغلب الموت فان الاروقة انتهت الى اللامعنى والى المجهول .
وتتواصل عروض المهرجان الى غاية موفى هذا الشهر من خلال عرض مسرحيات تحت السطح للمخرج مختار الفرجانى و برج الوصيف للشاذلى العرفاوى و الزمة لعبد الحكيم صويد و ماكبيث الى جانب مسرحية عطيل من الجزائر و نساء شكسبير من مصر.
كما ستنتظم فقرات فى الرقص والموسيقى بعدد من الموسسات التربوية وخاصة بمنطقة بن قردان. ورغم هذه البرمجة الثرية والمتنوعة التى ميزت الدورة الحالية فان مظاهر الحزن لم تفارق مواكبى التظاهرة على فقدان أحد أوفياء المهرجان وهو الكاتب والصحفى أحمد عامر الذى كان من المقرر أن يشرف على ادارة ندوة فكرية حول التجريب على شكسبير .
ويتطلع القائمون الى الارتقاء بالمهرجان من طابعه الوطنى ليصبح دوليا وهو ما دعا اليه مدير الدورة الحالية جمال شندول بعد أن عرفت هذه الدورة مشاركة كل من الجزائر ومصر.