أعلن وزير التربية ناجى جلول اليوم الاربعاء أن القانون التوجيهى للتربيةالذى يتضمن الخطوط العريضة للاصلاح التربوى وسيكون بمثابة دستور التربية حسب تعبيره سيتم عرضه قبل موفى الشهر الحالى على مجلس الوزراء قبل احالته على أنظار مجلس نواب الشعب.
وقال جلول خلال جلسة استماع صلب لجنة الشباب والشوون الثقافية والتربية والبحث العلمى بمجلس نواب الشعب انه سيتم من 2 الى 6 ماى القادم وفى جميع الموسسات التربوية تنظيم انتخابات مجلس الموسسة الذى يضم ممثلين عن مختلف أعضاء الاسرة التربوية ويهدف الى تطوير طرق عمل الموسسة وتحسين مناخها وتجويد خدماتها التربوية.
وأضاف أنه سيصدر خلال الاسبوع الجارى الكتاب الابيض الذى يجمع مخرجات الحوار الوطنى حول اصلاح المنظومة التربوية مبينا انه سيتم احداث موقع واب خاص به من أجل تمكين المعنيين بالشان التربوى من الاطلاع عليه وتقديم ملاحظاتهم واقتراحاتهم بشأنه.
وأوضح الوزير تعقيبا على ملاحظات بعض النواب بخصوص التسرع فى تنفيذ بعض الاصلاحات أن البلاد تعيش اليوم حالة طوارى تربوية تتطلب اتخاذ قرارت جريئة لا تحتمل التاجيل مشيرا الى أن العديد من المسائل المتعلقة بالمسار الاصلاحى مازالت قيد الحوار والتشاور مع مختلف الشركاء فى العملية الاصلاحية.
وذكر ناجى جلول أنه تم الانطلاق فى بعض الاصلاحات العاجلة على غرار تحسين البنية التحتية للموسسات التربوية مذكرا فى هذا الصدد أنه تم ترميم 3 الاف مدرسة فى اطار شهر المدرسة كما تم ربط 80 بالمائة من الموسسات التربوية بالموسسات الاقتصادية ضمن مشروع الموسسة الصديقة الذى يهدف الى تطوير البنية الاساسية للموسسات التربوية وتطوير الخدمات المدرسية فى اطار الشراكة مع الموسسات الاقتصادية.
وبخصوص الزمن المدرسى أوضح الوزير انه لم يتم بعد الحسم فيه معتبرا أن الهدف الذى يرمى اليه الاصلاح فى هذا المجال هوالتقليص فى ساعات التدريس والزيادة فى عدد أيام الدراسة خلال السنة الدراسية.
واستدرك قائلا ان تونس لم تصل بعدالى المستوى الادنى الذى حددته الدول الاوروبية فى ما يتعلق بالزمن المدرسى التى تترواح أيام الدراسة فيها بين 190 الى 245 يوما وأكد جلول أن الاصلاح التربوى اعتمد منهجا تشاركيا فى مختلف مراحل انجازه داعيا فى هذا الاطار الى مزيد تشريك نواب الشعب والمربين والاولياء ومختلف المتدخلين والفاعلين فى الشان التربوى.
وتابع يقول انها المرة الاولى التى يشهد فيها حوار وطنى حول اصلاح المنظومة التربوية تنظيم ما لا يقل عن 8 الاف منبر حوارى ملاحظا أن اصلاح المنظومة التربوية باعتباره ضرورة وطنية يتوجب ان لا يكون حكرا على وزارة التربية بل يتم فيه تشريك الشعب التونسى بكل مكوناته.
ولفت الى ان انجاح هذا الاصلاح يتطلب النأى به عن التجاذبات السياسية مشددا على أن عملية الاصلاح التربوى تنطلق من الواقع التونسى ومن حاجيات الشعب التونسى مع الاستعانة بالتجارب المتقدمة فى المجال.
على صعيد اخر وصف ناجى جلول أن الجدل القائم حول تحفيظ القران فى المدارس خلال العطلة الصيفية بأنه جدل عقيم مبينا أن هذه المبادرة التى تقدمت بها وزارة الشوون الدينية تتنزل فى اطار اثراء برنامج تعتزم الوزارة تنفيذه لفائدة 15 الف تلميذ منقطعين عن الدراسة من أجل تأمين دروس تدارك لهم بالاضافة الى أنشطة ثقافية وترفيهية ومسابقات فى ترتيل القران.
يذكر أن هذا المسار الاصلاحى انطلق يوم 23 افريل 2015 ويعنى بالحياة المدرسية وتركيبتها وأطرها ابتداء من البنية التحتية الخاصة بها ليشمل ايضا المناهج التربوية والزمن المدرسى ومختلف الجوانب المتعلقة بالمنظومة التربوية.