أدى رئيس الحكومة الحبيب الصيد اليوم الجمعة زيارة غير معلنة الى طرابلس هى الاولى لرئيس حكومة أو رئيس دولة الى ليبيا اثر انتقال مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطنى الى العاصمة الليبية واستقراره بها.
دلالات زيارة رئيس الحكومة التونسى الى ليبيا فى هذا الوقت بالذات أبرزها رئيس مجلس الرئاسة الليبى فايز السراج حين أكد على رمزيتها وقال انها ستنشط علاقات ليبيا مع محيطها الاقليمى والدولى وستساهم فى توطيد العلاقات بين البلدين .
ومافتئت تونس التى تعتبر استقرارها من استقرار ليبيا واستتباب أمنها توكد دعمها لحكومة السراج هذا الموقف عبر عنه الحبيب الصيد مجددا خلال هذه الزيارة حين أكد وقوف تونس ودعمها لفايز السراج وحكومته فى انجاح المرحلة الانتقالية المقبلة.
وقال الصيد فى موتمر صحفى مشترك مع السراج تونس واقفة الى جانب الحكومة الليبية وداعمة لكل ما تقوم به لتعزيز وتوفير أكثر حظوظ ممكنة لانجاح الفترة الانتقالية الحساسة .
وأكد أيضا على أن دور تونس يكمن فى دعم الاشقاء الليبيين فى ما يقومون به لبلوغ أهدافهم مشددا فى ذات الوقت على أن الشأن الليبى شأن داخلى وأن للحكومة الليبية دورا تاريخيا وهاما جدا فى استتباب الامن .
وأمام حجم الملفات المطروحة على الجانبين وأهميتها مثلت هذه الزيارة فرصة للاتفاق بشأن عدد من المسائل الاقتصادية والاجتماعية والامنية ذات الاهتمام المشترك من بينها اعادة فتح التمثيلية الديبلوماسية التونسية فى طرابلس قبل نهاية الشهر الجارى.
واتفق الجانبان أيضا على تعميق وتطوير التنسيق الامنى فى اطار مكافحة الارهاب والتهريب وضبط الحدود لاسيما فى مجالات التدريب وتبادل المعلومات وتذليل الصعوبات بمعبر راس جدير الحدودى بين البلدين من خلال تكوين لجنة مشتركة فى الغرض.
وكان معبر راس جدير قد أغلق عديد المرات سواء من الجانب التونسى أوالليبى خاصة بعد أحداث بن قردان مطلع مارس 2016 وبسبب الاوضاع الميدانية فى ليبيا اثر انتقال المجلس الرئاسى الى ليبيا فى 31 مارس الماضى.
يشار فى هذا السياق الى أن وفدا من الكونغرس الامريكى أشاد اليوم الجمعة عقب لقاء مع الحبيب الصيد فى العاصمة بالدور الذى تقوم به تونس فى دعم الانتقال السياسى فى ليبيا وتشبثها برفض التدخل الاجنبى فى هذا البلد ترسيخا لاسس الامن والاستقرار فى المنطقة .
من جهته كان مجلس وزراء خارجية اتحاد المغرب العربى المنعقد الخميس فى تونس قد أصدر بيانا ثمن فيه الجهود الحثيثة التى بذلتها تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا لدعم مسار الاتفاق السياسى الليبى الموقع فى الصخيرات أواخر ديسمبر 20150 ودعا الى استكمال الاستحقاقات الواردة فى هذا الاتفاق باعتباره الجسم التشريعى الوحيد حتى يتسنى للموسسات الليبية مباشرة مهامها فى ادارة شوون البلاد واستتباب الامن والاستقرار .
وكانت تونس احتضنت أيضا يومى 22 و23 مارس الماضى اجتماعا لدول الجوار الليبى جرى التأكيد فيه على التعجيل بتحول المجلس الرئاسى الليبى المنبثق عن اتفاق الصخيرات الى طرابلس لممارسة ومباشرة مهامه ومسوولياته فى مكافحة الارهاب والجريمة والهجرة غير الشرعية.
كما استقبلت تونس على أراضيها بعثات ديبلوماسية أجنبية كانت متواجدة فى ليبيا اثر تدهور الاوضاع هناك من بينها بعثة الامم المتحدة للدعم فى ليبيا.
ويذكر أن المجلس الرئاسى الليبى بقيادة فايز السراج انتقل أواخر مارس 2016 الى العاصمة الليبية طرابلس بحرا انطلاقا من تونس عبر قطعة بحرية رافقتها وأمنتها قوات تونسية وأخرى ايطالية وفق ما ذكره رئيس الجمهورية الباجى قايد السبسى فى 23 أفريل الفارط لصحيفة لاستامبا الايطالية.