كشفت تقارير أمريكية الدور الذي تلعبه واشنطن في دعم ”حلفائها في الخارج” في مهمات عسكرية من موريتانيا، مالي، النيجر إلى تونس، تحت عنوان ”نصائح قتالية” و”مرافقة” و”رفع” مستويات.
وقد نشرت صحيفة ”واشنطن بوست” الأمريكية، خريطة بينت فيها حجم مساعدات واشنطن عبر تدخلات القوات الأمريكية الخاصة في الدعم والتدريب لقوى مكافحة الإرهاب في دول موريتانيا، مالي، النيجر إلى تونس.
وعلق التقرير بأن الاستراتيجية الأمريكية ذات مستوى متدن من المخاطر، ومبرزة أن ”القوات الأمريكية منعت وقوع خسائر في صفوفها، إلا أنها لم تؤد إلى تحولات جذرية في البلدان التي تعاني من مشاكل عميقة مع الإرهاب والتطرف، وقالت إنه منحت الاستراتيجية الولايات المتحدة وحلفاءها إحساسا زائفا بالأمن.
ووفق ما نقلته صحيفة الفجر الجزائرية عن “واشنطن بوست” فان معظم الدعم الأمريكي للقوى المحلية في أفريقيا،يتركز في تونس وتحديدا بعد عشرة أيام من الهجوم على متحف باردو، الذي أدى إلى مقتل 20 شخصا وضرب السياحة التونسية، نفذت قوات الحرس الوطني عملية في منطقة قفصة، استهدفت الرأس المدبر للعملية الإرهابية، خالد الشايب المعروف باسم لقمان أبو صخر، حيث عملت واشنطن خلالها على توفير طائرات استطلاع ”سكان إيغل” لتونس، فيما تنتظر تسلم طائرات ”بلاكهوك” اشترتها من الولايات المتحدة الامريكية.
ولا يقتصر الدعم الأمريكي على التدريب والمشاركة من الخلف في العمليات القتالية، فحسب الخبيرة ليندا روبنسون، من مؤسسة ”راند” التي تقوم بمتابعة عمليات القوات الأمريكية الخاصة، فهناك ”منظور كامل بين تقديم النصح العملياتي والمساعدة”، فبناء على هذا التوصيف تتعاون القوات الأمريكية الخاصة مع القوى المحلية في التخطيط لعمليات على قدر من الخطورة، تستخدم فيها القدرات العسكرية الأمريكية المتطورة والمعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك طائرات التجسس، وفي بعض العمليات، نقلت المقاتلات العسكرية الأمريكية قوات الدول الحليفة، أو انتظرت قريبا من المعارك لإجلاء الجرحى.
ويربط المصدر برنامج دعم القوات الأجنبية بالتجربة في مالي، والتي ساعدت فيها واشنطن ببناء القوات المحلية في الفترة بين 2005- 2009، ومع ذلك لم تكن هذه القوات قادرة على منع الإرهابيين، وتعلمت الولايات المتحدة الدرس وبدأت تعمل مع قوات الدول بشكل قريب عوضا عن تركها تواجه التهديد وحيدة. وعلى خلاف مالي، تواجه الولايات المتحدة مشكلة في ليبيا، فرغم وجود العشرات من قواتها الخاصة إلى جانب قوات فرنسية وبريطانية داخل البلاد لمواجهة ”داعش”، إلا أن التدخل العسكري أو عمليات مشتركة يظل رهن استقرار حكومة الوحدة الوطنية برئاسة فايز السراج، وذكرت صحيفة ”صنداي تايمز”، أنه يتواجد 100 جندي من الوحدات الخاصة ”أس إي أس” في ليبيا لمساعدة وحماية وتقديم الاستشارة للفصائل المحلية، في وقت تحضر فيه بريطانيا ودول الناتو لتدخل عسكري جديد.
وقالت الصحيفة إن القوات الخاصة البريطانية والفرنسية تقوم بتوفير الحماية للسراج وأعضاء حكومته المقيمين في قاعدة بحرية في طرابلس، والتي يحاول منها المهندس المعماري السابق، توحيد البلاد بعد سنوات من الفوضى التي أعقبت الإطاحة بالعقيد معمر القذافي عام 2011، وتابعت أن السراج، يجد صعوبة في تحقيق المهمة بسبب وجود 6000 ارهابي من ”داعش” في البلاد.