هزت جريمة الملاسين التي ذهب ضحيتها طفل الـ4 سنوات ياسين الرأي العام خاصة وأن مرتكبها من أبناء المؤسسة العسكرية، وهو ما جعل المجتمع التونسي يدعو الى ضرورة مراجعة الانتدابات صلب الوزارة.
وزارة الدفاع من جانبها أصدرت بلاغا اليوم الخميس 26 ماي 2016 أكدت فيه أن سلوك الجاني كان عاديا عندما وقع انتدابه.
وفي ما يلي نص البلاغ:
على إثر تفاعل المجتمع التونسي ومختلف وسائل الإعلام مع الجريمة النكراء التي إقترفها رقيب لا يستحق شرف الإنتماء إلى الجيش الوطني أو أن يكون جنديا يحمي البلاد والعباد، تجدد وزارة الدفاع الوطني مساندتها لعائلة العواشري وأقاربهم في مصابهم الجلل في إبنهم الصغير ياسين تغمده الله برحمته ورزقهم جميل الصبر والسلوان، كما تؤكد أنها لا تتستر على القتلة والخارجين عن القانون كما دأبت على ذلك دائما، مع ثقتها في أن القاتل سينال العقاب المناسب والذي يتماشى مع طبيعة الفعلة الشنيعة التي إقترفها.
وبخصوص ما تواتر حول وضعية المجرم، الذي تم إنتدابه سنة 2012، فإن وزارة الدفاع الوطني تؤكد أنه إلى تاريخ إرتكاب فعلته الشنيعة كان سلوكه عاديا ومماثلا للعسكريين حديثي العهد بالمؤسسة في نفس الرتبة والعمر ولم تكن لديه أي علامات يمكن أن تنبه إلى إمكانية إقدامه على إتيان عمل إجرامي. وفي إطار التدابير التي إتخذتها الوزارة من أجل المتابعة النفسية والإحاطة الاجتماعية بالعسكريين، خاصة التشكيلات المنتشرة على الميدان في مجال تأمين الحدود بالمناطق الصحراوية، ومجال مقاومة الإرهاب وكذلك العسكريين الذين يلاحظ عليهم تغير في السلوك والتصرفات أو تأثرت معنوياتهم نتيجة ضغط العمل، تمتع المعني بالأمر مثل بقية زملائه من العسكريين ببرنامج المتابعة النفسية، وتم فحصه من طرف أطباء ومختصين في المجال ولم يتبين أن لديه مشاكل نفسية كما لم يصنف على أنه خطير، بل بقي يتابع عمله بصفة عادية ويشارك في مختلف المهام الأمنية دون أن يصدر منه أي تصرف مشبوه أو يجلب الإنتباه.
هذا، وتذكر الوزارة أن المؤسسة العسكرية هي جزء من المجتمع وغير منعزلة عنه ويتأثر أفرادها بالتغييرات في سلوكيات المجتمع التونسي، كما أن لهم حياتهم الخصوصية ومشاكلهم العائلية التي يمكن أن تجعلهم يقومون بردة فعل في وقت وجيز قبل التفطن لأي تغيير في السلوك. ورغم الصرامة في تطبيق شروط الإنتقاء، فإنه تمر حالات محدودة من الصعب التفطن إليها على غرار العديد من الجيوش. وإن تبقى أسباب العمليات الإجرامية داخل المؤسسة العسكرية التونسية غير مرتبطة بالعمل، وحالاتها نادرة وتكاد تكون منعدمة بالمقارنة مع المستوى الوطني أو مقارنة بجيوش أخرى، فإن وزارة الدفاع الوطني تولي هذا الموضوع العناية الكبرى لما للمعنويات وللإستقرار النفسي للعسكريين من أهمية كبرى في حسن سير العمل ونجاحه وفي سلامة الأفراد.