تحتفل تونس كسائر بلدان العالم باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، الموافق لـ 31 ماي من كل سنة، والذى اختارت له ، هذه السنة، شعار “مكافحة التدخين مسؤولية الجميع” من أجل التأكيد على أهمية تظافر الجهود للحد من تفشي هذا “الـوباء” .
وتفيد آخر المؤشرات ، وفق وثيقة صادرة عن وزارة الصحة بالمناسبة، إلى وجود ما يقارب المليوني مدخن في تونس، وينطلق قرابة 25 بالمائة من المراهقين في التدخين في سن الحادية عشر. ويمثل التدخين العامل الرئيسي لوفاة ما يقارب 10 الاف شخص سنويا اى 30 تونسيا في اليوم الواحد . كما يتسبب التدخين في 90 بالمائة من حالات سرطان الرئة و 80 بمائة من الالتهابات الرئوية الحادة و 75 بالمائة من الجلطة القلبية و 25 بالمائة من حالات الوفاة الناتجة عن امراض القلب والشرايين.
وترتكز مكافحة آفة التدخين، في تونس، على عدة توجهات واجراءات ترمي إلى الحد من استهلاك التبغ وذلك على غرار التحسيس والتثقيف الصحي واعلام عامة الناس بمخاطر التدخين، وتوفير المساعدة على الاقلاع عنه بتوفير العيادات واجهزة قيس احادى لاكسيد الكربون في الهواء اثناء عملية الزفير، فضلا عن توفير المعوض النيكوتيني للمقبلين على الاقلاع عن التدخين.
كما سعت الوزارة الى وضع برنامج للمساعدة على الاقلاع عن التدخين باستعمال الهاتف الجوال، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي للاتصالات، سينطلق العمل به بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين لهذه السنة.
وتتعدد التوجهات والاجراءات التي لها اهميتها في مجال مكافحة التدخين والحد من استهلاكه على غرار مكافحة الاتجار غير المشروع للتبغ ، حيث تقدر نسبته في تونس بـ 42 بالمائة، والرفع في ثمن علب السجائر ووضع تحذيرات صحية وصور صادمة تبين التاثيرات السلبية على صحة المواطن وعدم احترام غير المدخنين بالفضاءات العمومية المغلقة والتي اثبتت نجاعتها في الحد من استهلاك التبغ بالعديد من البلدان التي تبنتها مما ادى الى الحد من الانعكاسات السلبية على صحة الانسان.
وتعمل وزارة الصحة، في هذا السياق، على تشريك مختلف الاطراف المعنية من خلال اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين والمتكونة من جميع القطاعات الوزارات المعنية المالية والداخلية والتجارة والتربية والتعليم وشؤون المراة والاسرة والطفولة والمسنين والبيئة، اضافة الى الجمعيات غير الحكومية المختصة في المجال.
وفي هذا الاطار، أعدت وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، برنامج عمل يتضمن ملتقى وطنيا يحتوى مداخلات حول الوضع الوبائي بتونس وفي العالم والاستراتيجية الوطنية لمكافحة هذا الوباء. كما يتضمن هذا البرنامج تقديم المشروع النموذجي للاقلاع عن التدخين عن طريق الهاتف الجوال اضافة الى ورشات عمل تهدف الى رسم مخطط عمل متكامل يحدد مهام كل قطاع وذلك يوم الثلاثاء 31 ماي الجاري .
وعلى الصعيد العالمي، خصصت “منظمة الصحة العالمية” موضوع هذه السنة لـ”الاستعداد للتغليف البسيط القياسي لمنتجات التبغ”، نظرا لأن التغليف البسيط يعتبر من التدابير المهمة للحد من الطلب عبر التقليل من جاذبية منتجات التبغ، إضافة إلى كونه يقيد من استخدام تغليف عبوات السجائر كشكل من اشكال الاعلان عن التبغ وترويجه ويضع حدا للتغليف والتوسيم المظلل ويزيد من فعالية التحذيرات الصحية.
وتهدف هذه الحملة الى تسليط الضوء على دور التغليف البسيط كجزء من نهج شامل متعدد القطاعات لمكافحة التبغ وتيسير عملية وضع السياسات من قبل الدول الاعضاء وعولمة التغليف البسيط عن
طريق توفير معلومات غنية بالحقائق ومقنعة ومحفزة .