أكد كتاب جديد بعنوان “العيش مائة عام”، للبروفيسور في الاقتصاد بكلية لندن لإدارة الأعمال أندرو سكوت، أن الأطفال الذين يولدون في هذه الأيام سوف سيكون معدل أعمارهم قرنٌ من الزمن، وهو ما وصفه بالهدية الغير عادية.
ويعذو البروفيسور “سكوت” ذلك إلى مجموعة من الدراسات التي أكدت ارتفاع معدل الأعمار المتوقع خلال القرنين الماضيين بنحو ثلاث أعوام كل عشرة سنين، أي ما يعادل ثمان ساعات يومياً على مدى العمر،
ويؤكد البروفيسور “سكوت” مع زميلته بالكلية ليندا غراتون، البروفيسورة في الممارسات الإدارية، التي ساهمت في الكتاب، أنه ينتج عن ذلك العديد من الآثار الواجب معالجتها. إذ ينبغي علينا إعداد هذا الجيل ليكونوا على استعداد للعيش لكل هذه الفترة، التي سرعان ما تتحول إلى نقمة في حال عدم استغلالها بشكل جيد. بالإضافة إلى تغيرات جذرية في الأشخاص والشركات والحكومات.
ويشير البروفيسور “سكوت” أنه ونتيجة لذلك، فإن المراحل الثلاث الأساسية في حياة الإنسان، ألا وهي التعليم ثم العمل ثم التقاعد لن تكون موجودة في المستقبل، مؤكدا في الكتاب أنه ستظهر مراحل جديدة عندما يحين وقتها.
ويقول الكتاب أن المفتاح لعيش لمدة طويلة سعيدة وناجحة يكمن في الطريقة التي نوظف فيها هذا الوقت الإضافي لدينا بأفضل شكل ممكن؛ مما يعني أنه يتوجب علينا العمل لفترة أطول وأن سن التقاعد عند 65 عاماً سيتغير لا محال، لأنه لن نكون قادرين على توفير 25 بالمائة من دخلنا في السنة من أجل فترة التقاعد الطويلة، حيث من الضروري مواظبة إعادة التدريب والتأهيل.
ويعد التعليم عاملاً آخر يجب إعادة النظر فيه، وتشرح البروفيسورة “غراتون” أن التعليم الذي تلقيناه في سن المراهقة عير مرجح أن نمارسه في أعمالنا اليوم، خصوصاُ مع ظهور تقنيات وفرص العمل الجديدة، وأن الحياة الجيدة المتمثلة بالإنتاجية والتقدم لا تقاس على الأساس المادي، بل إن الأصول غير الملموسة مثل الأسرة والأصدقاء والصحة الجيدة والمعرفة والمهارات والخبرات كلها من العوامل التي تقيس نجاح الحياة.
ويعني ذلك وفقأ لكل من سكوت وغراتون، أن الأشخاص غالباً ما سيقومون بتجربة مهن مختلفة أو أخذ استراحة طويلة أو الانتقال إلى مدن جديدة أو حتى إكمال الدراسة في وقت متأخر. مما يعنه أن الحياة سوف تنتقل من المراحل الثلاث الأساسية إلى مراحل متعددة لا تربط بين العمر والنشاط.
ويقدم الخبيران عدد من النصائح للاستعداد لهذه الحياة الطويلة:
1. مراجعة الأصول الملموسة وغير الملموسة الخاصة بك، والبدء في التخطيط للمستقبل.
2. استغلال أوقات الفراغ في ممارسة الرياضة وتطوير المهارات وتشكيل العلاقات.
3. تحديد المهارات الواجب الوصول إليها والتخطيط لها.
4. التجربة – لا توجد قدوة ثابتة للاحتذاء بها، فيجب اتباع المشاعر.
5. المرونة والاستعداد للتغير