يتواصل النسق الماراطوني للنجم الساحلي الذي يجد نفسه بعد اقل من اسبوع من تتويجه ببطولة الرابطة المحترفة الاولى لكرة القدم امام رهان جديد يتمثل في مواصلة حملة الدفاع عن لقبه في مسابقة كاس الكنفدرالية الافريقية عندما يحل ضيفا ثقيلا على الكوكب المراكشي المغربي غدا الجمعة بداية من الساعة 23 و30دق بتوقيت تونس لحساب الجولة الافتتاحية من منافسات المجموعة الثانية ضمن دور المجموعتين.
وتبدو المسؤولية الملقاة على عاتق النجم الساحلي في مشاركته الافريقية الثالثة والعشرين على التوالي جسيمة باعتباره الفريق التونسي الوحيد الذي تمكن من بلوغ دور المجموعتين في المسابقتين القاريتين (كاس الكاف ورابطة الابطال) وبالتالي يتعين عليه انقاذ ماء وجه كرة القدم التونسية التي تحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكاس الكنفدرالية في نظاميها القديم والحديث ب9 تتويجات (4 للنجم الساحلي و4 للنادي الصفاقسي و1 للترجي الرياضي).
المواجهة بين النجم الساحلي والكوكب المراكشي ستكون مفعمة بذكريات نهائي 1996 عندما احدث الفريق المغربي حينها المفاجاة بتغلبه على فريق جوهرة الساحل حامل لقب النسخة السابقة (الذهاب في سوسة 1/3 للنجم والاياب في مراكش 2/صفر للكوكب) وهو ما سيمنح الفرصة امام النجم للثار من منافسه وتسديد دين عمره 20 عاما.
ومنذ ذلك التاريخ سلك الفريقان طريقين مختلفين فالنجم الساحلي اضحى من الاندية الافريقية المهابة التي يقرأ لها الف حساب بتتويجاته المتعاقبة (4 في كاس الكنفدالية و2 في كاس الكؤوس و2 في الكاس الممتازة و1 في كاس رابطة الابطال مع مشاركة في مونديال الاندية) في حين دخل الكوكب المراكشي في سبات عميق وغمره النسيان قبل ان ينتفض هذا العام ويعود مجددا الى الواجهة ممنيا النفس بتكرار ملحمة 1996.
وبين النجم الساحلي الذي توج الاحد الماضي ببطولته العاشرة ويملك في صفوفه اكثر من لاعب دولي والكوكب المراكشي القادم من موسم كارثي كاد ان يعصف به الى القسم الثاني تبدو موازين القوى متباينة الا ان الحذر يبقى مع ذلك اكثر من ضروري لتفادي اي مفاجاة غير سارة خاصة وان ابناء المدرب حسن بنعبيشة سيحاولون قدر الامكان استغلال الرهان القاري لتحقيق المصالحة مع جماهيرهم.
وتبدو الفرصة مناسبة امام زملاء عمار الجمل لتجديد العهد مع الانتصارات بعيدا عن الديار في المسابقات القارية حيث يعود اخر فوز للكتيبة الحمراء خارج سوسة الى 11 جويلية الماضي امام الترجي الرياضي في دور المجموعتين للنسخة الماضية لكاس الكنفدرالية بينما يبقى اخر انتصار تحقق في ادغال افريقيا امام سوبر سبورت يونايتد الجنوب افريقي يوم 29 مارس 2014 في اطار نفس المسابقة.
وسيكون النجم الساحلي محروما في لقاء الغد من خدمات المدرب فوزي البنزرتي والمهاجم احمد العكايشي اللذين لم يستوفيا العقوبة المسلطة عليهما ب4 مقابلات بعد لقاء الذهاب امام اينييمبا النيجيري في رابطة الابطال انقضت منها ثلات مباريات الى جانب المدافع زياد بوغطاس بسبب حصوله على الانذار الثاني غير ان ذلك لن يشكل عائقا كبيرا لتحقيق نتيجة ايجابية من شانها ان تضع الفريق على السكة الصحيحة نحو بلوغ المربع الذهبي كخطوة اولى على درب المحافظة على التاج الافريقي. فثراء الرصيد البشري يتيح للاطار الفني عدة حلول بديلة اذ ينتظر ان يلعب البرازيلي اكوستا كقلب هجوم في حين سياخذ رامي البدوي مكان بوغطاس في محور الدفاع الى جانب عمار الجمل.
المدرب فوزي البنزرتي يعود الى ملعب مراكش محملا بذكريات جميلة بعد ان نحت على هذا المعشب مسيرة استثنائية على راس الجهاز الفني للرجاء البيضاوي المغربي ضمن مونديال الاندية بتاهله الى المباراة الختامية امام بارين ميونيخ الالماني ليكون اول مدرب عربي وافريقي يبلغ الدور النهائي لهذه المسابقة العالمية فهل تتواصل نجاحاته ب”المدينة الحمراء” ويقود النجم الساحلي الى انتصار ثمين في مستهل دور المجموعتين؟