تكبد المنتخب الوطني التونسي مساء امس الاثنين هزيمة ثقيلة امام نظيره الايطالي (68/41) في لقاء الجولة الاولى من منافسات دورة الملحق التاهيلي لاولمبياد ريو دي جانيرو المرتقبة التي تحتضنها مدينة تورينو الايطالية من 4 الى 9 جويلية الجاري وهي خسارة اجتمعت فيها عوامل موضوعية باخطاء فنية زادت الطين بلة وجعلت الفارق في النتيجة يصل ذلك الكم الكبير من النقاط.
ولئن تعد الخسارة الاولى لزملاء مختار غيازة منطقية باعتبار عدم تكافؤ موازين القوى بين المنتخبين. ولئن كانت الهزيمة مرتقبة حتى قبل المباراة باجماع اغلب الفنين فان ذلك لا يبرر الاخطاء الفنية والتكتيكية التي ارتكبها الفريق ما ساهم في خسارة بفارق عريض من النقاط.
وكان مدرب المنتخب التونسي قد تحدث قبل المباراة عن صعوبة المواجهة باعتبار ان واقع السلة التونسية اليوم يجعلها غير قادرة على الوقوف بندية مع المستوى الاوروبي العالي لاسباب عديدة اسهب في الحديث عنها لاسيما تلك التي تتعلق بالغيابات في ظل فقدان خدمات ابرز اللاعبين ونعني بهم الثنائي صالح الماجري ومكرم بن رمضان لاسباب صحية. ومن البديهي ان يتاثر الاداء الجماعي للفريق في ظل احتجاب نقاط قوته الضاربة وهو ما شهدت عليه قاعة بالا البيتور وخاصة في الحوارات الحاسمة امام ايطاليا تحت السلة بافتقاد العناصر ذات القامة الطويلة رغم اجتهاد مختار غيازة و حمدي براع لتقديم افضل ما لديهما من عروض الا ان مردودهما كان متذبذبا.
وحاول زملاء عمر عبادة رغم كل هذه العوائق الموضوعية الاستبسال في الدفاع على حظوظ المنتخب التونسي في المباراة بتقديم شوط اول ممتاز للغاية اوشك فيه على اخذ الاسبقية (التاخر ب5 نقاط 32/27) الا ان محدودية الزاد البشري ونقص الخبرة في المواجهات ذات المستوى العالي والعنصر البدني ساهمت في التراجع الكبير للاداء لياخذ المنافس الايطالي الفارق وينهي المباراة بفارق كبير كما اشار الى ذلك المدرب عادل التلاتلي.
ولم يرتق الاداء العام للمنتخب للمستوى المامول امام ايطاليا في ظل غياب الحلول الهجومية واعتماد طريقة لعب كلاسيكية للغاية افتقدت النجاعة والسرعة المطلوبة من ذلك العدد القليل من الرميات الناجحة من فئة 3 نقاط ومحدودية التوغلات لخرق دفاعات المنافس. كما ان الطريقة الدفاعية التي توخاها المنتخب في منطقته لم تحد من خطورة المنافس الايطالي الذي كانت قوته الضاربة تكمن في الرميات من 3 نقاط اي كان حريا اختيار دفاع متقدم نسبيا وعدم ترك المجال للاعبي المنافس للتسديد من بعيد.
ومن جهة اخرى بدت بعض الاختيارات الفنية للمدرب عادل التلاتلي محل تساؤلات جمة (وهو الوحيد القادر على تفسيرها) من ذلك عدم اعطاء الفرصة كاملة للثنائي عمر الموحلي وعمرعبادة حيث يعد الاول افضل لاعب في تونس خلال الفترة الحالية و الثاني (مركز 1) كان ضمن الخماسي الاساسي في تشكيلة المنتخب التونسي التي خاضت منافسات الافروبسكيت الاخيرة. وفي المقابل وجد مهدي السايح الذدي كان مهددا بالخروج من القائمة النهائية نفسه يتحمل قسطا كبيرا من اوزار المباراة كما خير الاطار الفني الاستغناء عن ايمن البوزيدي في وقت احتاج فيه للاعبين ذوي القامة الطويلة.
واجتهدت الجامعة التونسية لكرة السلة لتوفير افضل سبل النجاح للمنتخب الوطني خلال دورة الملحق التاهيلي الحالية من ذلك تربصات عديدة ودورات مختلفة في الصين واوروبا من اجل المراهنة بجدية على ورقة الترشح الى الاولمبياد وليس عدم الاكتفاء بمجرد المشاركة. كما ان التراجع البدني الكبير للمنتخب التونسي خلال الشوط الثاني يطرح اكثر من نقطة استفهام حول طبيعة العمل الذي يقوم به المعد البدني الفرنسي المطالب بتقديم الاضافة
ورؤية نتائج عمله فوق الميدان.
وسيكون ابناء المدرب عادل التلاتلي مطالبين بطي صفحة مباراة ايطاليا رغم الهزيمة الثقيلة وما رافقها من اسئلة محيرة و التركيز التام على لقاء الغد ضد كرواتيا حيث تجري العناصر الوطنية حصة تدريبية صباح اليوم ستخصص لازالة الارهاق.
وسيكون زملاء مايكل رول مدعوين الى تحقيق الفوز امام كرواتيا غدا الاربعاء بداية من الثامنة ليلا من اجل الترشح الى الدور نصف النهائي لهذه الدورة التاهيلية للاولمبياد.