تولى وزير الصناعة، زكريا حمد، مساء الثلاثاء الاشراف على افتتاح الدورة
الخمسين لمعرض صفاقس الدولي التي تنتظم من 12 الى 26 جويلية الجاري، تحت سامي اشراف رئيس الجمهورية،
وذلك نيابة عن رئيس الحكومة، الحبيب الصيد، الذي كان يفترض ان يكون حاضرا في صفاقس لافتتاح هذه التظاهرة
التنموية السنوية.
وقد عبر عدد من مكونات المجتمع المدني في صفاقس، ولا سيما تنسيقية البيئة والتنمية، عن احتجاجهم على هذا
التغيب، معتبرينه “تهميشا لجهة صفاقس، وتنصلا من الالتزامات التي قطعتها الحكومة على نفسها تجاه الجهة”،
على حد تعبيرهم. وقد عمد عدد منهم الى مقاطعة الجلسة ومغادرة القاعة.
وكانت عديد الجمعيات ذات الطابع التنموي، أعلنت في وقت سابق عن اعتزامها تسليم رئيس الحكومة بمناسبة الدورة
الخمسين للمعرض وثيقة ضمنتها مشاغل الجهة التنموية.
واحتوت الوثيقة التي تم تسليمها الى وزير الصناعة، زكريا حمد، ليسلمها بدوره الى رئيس الحكومة، على جملة من
المشاريع التي لم يتضمنها المخطط الخماسي للتنمية 2016 ، 2020، وفي مقدمتها تفعيل وتنفيذ المشاريع الكبرى التي
لم تنجز بعد، على غرار المدينة الرياضية، والمستشفى الجامعي، وغلق معمل السياب.
وأوضح وزير الصناعة في كلمة القاها خلال حفل الافتتاح الرسمي للمعرض، الذي تميز بحضور عدد من رجال الأعمال
وممثلي الهياكل المهنية والاقتصادية ومكونات المجتمع المدني والوجوه السياسية، أنه سيبلغ رئيس الحكومة كل المشاغل
التنموية التي عبر عنها أبناء الجهة ورئيس جمعية معرض صفاقس الدولي في افتتاح المعرض.
وجدد التزام الحكومة بتنفيذ قرار غلق معمل السياب في موفى سنة 2017، مبينا في ذات الوقت أن عملية تثمين الفوسفوجيبس
التي يعترض قطاع واسع من مكونات المجتمع المدني والسياسي بالجهة عليها، لا تزال محل دراسة ولم يتخذ في شأنها قرار
نهائي.
وشدد زكريا حمد على دور المعرض والعارضين والمؤسسات الاقتصادية في صفاقس في دفع العجلة الاقتصادية للبلاد،
مشيرا إلى أن الوضع الاقتصادي في تحسن، كما تؤكده عديد المؤشرات، إذ حققت نوايا الاستثمار في الصناعة تطورا
بنسبة 23 بالمائة خلال الاشهر الستة الأولى من السنة الحالية. ويهم هذا التطور بالأساس الصناعات الغذائية التي تلعب فيها
صفاقس دورا كبيرا، بحسب قوله.
وأكد أن صناعة مكونات الطائرات والسيارات بصدد التطور في تونس، وهي مجالات ذات تشغيلية عالية خاصة بالنسبة
لحاملي الشهائد العليا.
وكان رئيس جمعية معرض صفاقس الدولي، عبد اللطيف الزياني، قدم نتائج مجهودات هذه المنشأة الاقتصادية الهامة في
دفع الاستثمار والنمو الاقتصادي على الصعيدين الجهوي والوطني.
كما قدم بالمناسبة باسم مكونات المجتمع المدني سلسلة من المشاغل والمطالب التنموية لجهة صفاقس حتى تتمكن من العودة
الى مركزها المعهود، حيث تقهقرت الى المرتبة السابعة وطنيا بعد ان كانت في المرتبة الثانية، وفق تعبيره.
ومن أبرز المطالب المعبر عنها، الاهتمام بغابة الزيتونة التي أصابتها الشيخوخة وتحتاج الى عملية تشبيب، وكذلك إعادة
النظر في الخارطة الصناعية في الجهة التي تشكو عديد معتمدياتها الداخلية من غياب الأنشطة الصناعية، وإحداث طريق
سريعة تربط صفاقس بسيدي بوزيد والقصرين وقفصة.
وأكد الزياني على ضرورة إحداث ميناء للأنشطة البيترولية بالصخيرة، وتاهيل الميناء التجاري وتوسعته، بما يعزز قدرته
على دفع التصدير والتجارة الخارجية، وإحداث منطقة لوجستية بالضاحية الجنوبية لمدينة صفاقس، وتغيير مكان المطار
حتى يلعب الدور المنتظر منه.
وكان زكريا حمد تجول في أجنحة المعرض الذي يشارك فيه 243 عارضا على مساحة عرض ناهزت 12 ألف متر مربع،
واشتملت على معروضات مختلفة توزعت على قطاعات الصناعات التقليدية، التي خصص لها جناح كامل أثثته المندوبية
الجهوية للصناعات التقليدية. كما اشتملت على منتوجات أخرى من الخزف التقليدي والموبيليا والديكور والملابس الجاهزة
والاعلامية والمكتبية والطاقات المتجددة والصناعات الغذائية وغيرها.
واطلع على مضمون جناح يؤرخ لمعرض صفاقس الدولي كتظاهرة تنموية متجذرة في محيطها الاقتصادي والاجتماعي
ومساهمة في المسيرة التنموية للبلاد ككل. وتضمن الجناح بيانات وصورا ومجسمات عن تطور المعرض منذ نشأته
سنة 1957.
وبالتوازي مع العرض تشتمل الدورة على برنامج تنشيطي متكامل يتضمن سلسلة من الأنشطة على غرار “مهرجان الألوان”
الذي يتم من خلاله تنشيط فضاء شاطئ القراقنة بمدينة صفاقس من قبل أعداد كبيرة من الشبان، بالإضافة إلى عروض فنية
وفرجوية بفضاء المعرض الذي اختير له شعار “عيش الشوبينغ في صفاقس” كشعار يعكس الاستثمار في السعادة والمراهنة
على الطاقات الشابة، بحسب وصف حاسم كمون، رئيس الدورة الخمسين للمعرض.