تحت شعار “الثقافة توحدنا وصفاقس تجمعنا” ، انطلقت في حدود الساعة العاشرة من مساء السبت، في ساحة المقاومة وسط مدينة صفاقس مراسم الاحتفال الرسمي بالعرس الثقافي العربي الذي ستحتضنه الجهة على مدى ثمانية أشهر، وذلك بحضور 12 وفدا من بلدان عربية ووفد وزاري يتكون من 6 وزراء تتقدمهم وزيرة الثقافة ، سنية مبارك، وتواجد امني مكثف وحضور جماهيري لافت قدر بالآلاف، وفق مصادر أمنية مطلعة.
و اجمع اعضاء الحكومة الذين حضروا الاحتفال الرسمي على ان تظاهرة” صفاقس عاصمة الثقافة العربية “يجب أن تعد مناسبة لهذه المدينة ولتونس عموما حتى تكون أنموذجا إقليميا ودوليا في مجال الثقافة وذلك من خلال خلق مواطن جديد يؤمن بالفعل الثقافي وتثمين الموروث المادي واللامادي في تونس والحفر في عمقها التاريخي والحضاري مؤكدين على ان الثقافة هي انجع سلاح لمحاربة الإرهاب وان صفاقس اكبر مدن الجمهورية المؤهلة لكي تكون قطبا ثقافيا وسياحيا باعتبارها تزخر بالمبدعين ورواد الثقافة في جميع المجالات.
و قبل سهرة الافتتاح وفي تصريحات صحفية شدد عدد من ممثلي الوفود العربية على ضرورة المراهنة على العمل الثقافي لمجابهة الإرهاب و”استغلال هذه التظاهرة لإصدار بيان رسمي حول الدور الثقافي للمرأة العربية في التوقي من الإرهاب والتطرف والانحراف” ، وفق ما أفادت به رئيسة المنظمة العربية للمرأة بمصر ،مرفت التلاوي.
أما سلطان أبو عرابي، رئيس اتحد الجامعات العربية فاعرب عن الامل في ان تكون هذه التظاهرة مناسبة لإقامة علاقات تعاون بين تونس والجامعات العربية في مجالات الثقافة والفنون والعلوم.
و تضمن البرنامج الافتتاحي لتظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية، عرضا فرجويا لتحليق المناطيد في سماء المدينة ومعرض صور فنية لمدينة صفاقس على واجهات مكعبات ضوئية واستعراضا للسفن الشراعية بألوان اعلام الدول العربية بشاطئ القراقنة وإسقاطات رباعية الأبعاد لتاريخ سور صفاقس اضافة الى تمكين المواطنين بالجهة والمعتمديات من متابعة العرض الموسيقي “عطور صفاقس” والعرض الفرجوي “صفاقس المدينة الخالدة” بالفضاءات المفتوحة.
يشار الى ان تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية انطلقت وسط احتجاجات من عدد من المواطنين ومكونات المجتمع المدني وذلك على خلفية المشاريع المعطلة في الولاية والحالة البيئية والثقافية فيها حتى ان بعضهم وصفها في تدوينات على صفحات التواصل الاجتماعي “فايس بوك” وبعض المواقع الاخبارية “صفاقس تجمعنا والثقافة تفرقنا” و”صفاقس بين عشية وضحاها ولا في الأحلام : آش حطيتولها؟؟؟” وذلك في صيغة ساخرة على الوضع البيئي الذي ترزح تحت وطأته مدينة صفاقس.