انطلقت طائرات حربية أمريكية وفرنسية منذ الأسابيع الماضية في شن ضربات ضد معسكرات لتدريب الإرهابيين الناشطين في تنظيم الدولة في ليبيا.
وكشف مصدر أمني في تصريح لصحيفة المحور الجزائرية أن الطائرات الفرنسية تركز على عمليات البحث عن معسكرات التدريب التابعة لتنظيم داعش هناك، وتعتبرها الهدف الأهم. وأشار إلى أن الغارات الجوية الفرنسية والأمريكية قتلت عشرات الدواعش أثناء خضوعهم لدورات تدريبية، وأغلب المقضي عليهم كانوا من المهاجرين أو الأجانب.
وحسب ما نقلته صحيفة المحور عن مصدر متابع لتحركات قوات غربية في ليبيا،فان هذه الأخيرة تتردد على مقر قوات الردع الخاصة الواقعة في مدينة سبها، وتعمل على بناء مطار عسكري خاص غرب المدينة، لنزول الطائرات الفرنسية القادمة من قاعدة بنينا ببنغازي، وقاعدة مداما المتواجدة شمال النيجر، وتعد هذه الأخيرة قاعدة عسكرية جديدة ومؤقتة بمنطقة الساحل، وتقع شمال شرق النيجر، على بعد 130 كلم من ديركو، وهو آخر موقع عسكري في أقصى شمال النيجر، تركز على محاور وطرق تهريب السلاح من ليبيا إلى مالي عبر النيجر، التي يتواجد بها أشهر وأكبر مهربي السلاح في إفريقيا. وحولت فرنسا اهتمامها من شمال مالي إلى جنوب ليبيا بعد انفلات الوضع الأمني فيها، بعد أن حذرت تقارير أمنية سرية من أن تنظيم الدولة في ليبيا درّب مقاتلين من دول غربية وعربية، وخضع المقاتلون السريون، وهو الاسم الذي تطلقه أجهزة الأمن على عناصر الخلايا النائمة لتنظيم داعش ، لتدريب على تنفيذ عمليات انتحارية وتصنيع الأحزمة الناسفة والقتال بالأسلحة الخفيفة ومختلف تكتيكات الجماعات الإرهابية الأخرى.
ويتردد وفق تقارير أمنية نشرت سابقا أن عشرات الإرهابيين في تنظيم الدولة يتحركون في مدن من تونس والجزائر وفي دول أوروبية. وأضافت أن هؤلاء حصلوا على تدريب قتالي في معسكرات داعش في ليبيا، بعد أن تسللوا إليها سرا في عام 2014 أو بداية 2015، وهو ما يضع أجهزة الأمن في الدولتين أمام مسؤولية كشف هوياتهم. وقد حصل بعض الإرهابيين الناشطين في تونس على تدريب رفقة عناصر من بلدان أخرى، وهو الأمر الذي يقود إلى أن عمليات إرهابية يجري الترتيب والتخطيط لها، ويمكنها أن تستهدف أهدافا حيوية وحساسة في الجزائر وتونس أو الدول الأجنبية الأخرى.