على مدار 9ث و81 تناسى الجميع امس الاحد كافة الاوجاع التي تطارد رياضة ألعاب القوى مؤخرا بعد ان شق الجاماييكي يوسين بولت طريقه بقوة نحو الفوز بنهائي سباق 100 متر ليصبح أول عداء في فئة الرجال يفوز باللقب لثلاث دورات اولمبية متتالية.
وكان النجم الجاماييكي متراجعا خلف غريمه اللدود جاستن غاتلين – الذي قوبل بصيحات استهجان من قبل الجماهير في ريو بسبب ماضيه مع المنشطات – حتى نهاية أول 70 مترا من السباق الا انه تجاوز منافسه الامريكي ووجد الوقت ليربت على صدره مع عبوره لخط النهاية مبتعدا بفارق نحو متر واحد عن اقرب مطارديه.
ونال غاتلين – بطل عام 2004 والذي شارك في هذا السباق بعد ان سجل أسرع زمن هذا الموسم وبلغ 9ث و80 – الفضية بعد ان سجل 9ث و89.
وانتزع الكندي اندريه دي غراسي المركز الثالث لينال البرونزية مسجلا 9ث و91 . وهذا هو نفس ترتيب السباق في بطولة العالم لالعاب القوى العام الماضي.
ودفع هذا الانتصار ببولت للاقتراب خطوة أكثر من هدفه بالفوز بثلاثة سباقات لثلاث دورات اولمبية متتالية. والسباقات الثلاثة هي 100 و200 متر عدوا اضافة لسباق 4 في 100 متر تتابع.
وبعيدا عن بطولة العالم 2011 التي استبعد فيها بولت بسبب بدايته الخاطئة فاز العداء الجاميكي بأي سباق اخر للسرعة في الفردي ضمن أي بطولة عالمية أخرى منذ عام 2008.
ويعادل هذا خمس ميداليات ذهبية اولمبية وسبع ذهبيات في بطولات العالم. والى جانب ذلك فقد فاز بولت بذهبيتين اولمبيتين وأربع ذهبيات لسباق أربعة في 100 متر تتابع في بطولة العالم اضافة لكونه حامل الرقم القياسي العالمي في السباقات الثلاثة وهو ما يشكل هيمنة مطلقة من جانبه على سباقات السرعة.
وقال بولت (29 عاما) للصحفيين “هذا ما نتدرب من اجله. أخبرتكم يا رفاق أنني سأفعلها. لا تنزعجوا فيتبقى سباقان اخران”. وأضاف ” البعض قال انني يمكن ان اخلد. ميداليتان اضافيتان قبل ان اقر بذلك. الخلود”.
وقال بولت ” لم أكن في أفضل حالاتي اليوم /الاحد/ الا أنني أنهيت المهمة وأنا فخور للغاية بما حققته. لم يستطع أي شخص القيام بذلك أو حاول القيام بذلك”.
وأكد بولت بالفعل على مكانته كأسطورة الا انه عزز من وضعه كمعشوق الجماهير رقم واحد بعد ان قام بلفة متمهلة على المضمار عقب السباق ليلتقط الصور ويصافح الالاف من الايدي.
وأمضى العداء الامريكي عقوبة الايقاف مرتين بسبب ثبوت تعاطيه المنشطات الا انه نفى تعمده لارتكاب أي مخالفات في المرتين وكان يسعى وهو في سن 34 عاما ليصبح أكبر بطل لسباق 100 متر.
وأظهرت الجماهير في ريو ما كان يدور بخلدها بالنسبة لغاتلين باطلاقها صيحات استهجان عالية مع دخوله الملعب ورد العداء الامريكي على ذلك بكونه الوحيد ضمن من شاركوا في نهائي السباق الذي لم يقم بتحية الجماهير.
وفي المقابل دفع بولت الجماهير الى ما يشبه حالة من الاستثارة مع دورانه على المضمار والابتسامة تعلو وجهه وتلويحه للجماهير التي هتفت “بولت..بولت..بولت”.
وقال بولت “شعرت بالدهشة. انها المرة الاولى التي احضر فيها الى ملعب وتطلق الجماهير صيحات استهجان ضد أي متسابق. شعرت بصدمة”.
ولم يكن من المستغرب ان يبدأ جاتلين – الذي سجل أسرع زمن في قبل النهائي – السباق بانطلاقته القوية المعهودة الا ان بولت – الذي قدم أداء أكثر سلاسة منذ البداية في الدور قبل النهائي مقارنة بما كان عليه الحال في التصفيات يوم السبت – ظهر في الوقت المناسب.
وقال بولت “بدايته /في السباق/ تكون عظيمة دوما بينما لم تكن بدايتي جيدة لكنني قلت لنفسي /لا تخف..شق طريقك ثانية/.
“في الاعادة بدا أنني أسوأ مما شعرت أثناء السباق. عقب شعوري بأنني على ما يرام في الدور قبل النهائي انتابتني حالة من الثقة الشديدة. “كان لزاما علي ان أحافظ على رباطة جأشي وقدرتي على الفعل. وهذا ما قمت به”.
وسار السباق على هذا المنوال قبل ان يطلق بولت العنان لساقيه الطويلتين ليكتسب أقصى سرعة الا انه لم ينتزع الصدارة الا قبل النهاية بقليل ليتجاوز جاتلين نحو الذهبية.
وابتعد رقمه يوم الاحد بفارق كبير عن الرقم القياسي العالمي الذي سجله عام 2009 والبالغ 9ث و58 الا ان هذا لم يكن هو محل النقاش. وقال بولت “كنت أتوقع ان أعدو بشكل أسرع. الا أنني سعيد بالفوز وهذا هو المهم”. وستبدأ تصفيات سباق 200 متر غدا الثلاثاء وسيقام النهائي يوم الخميس.