شيّع الآلاف، اليوم الثلاثاء، بمعتمدية الفرنانة من ولاية جندوبة، جثماني شهيدي المؤسسة
العسكرية، الجندي أول، منتصر البولاهمي (23 سنة)، والرقيب معتز الخميسي (21 سنة)، على التوالي إلى مقبرة الزعرورة
من قرية عرقوب الريحان، ومقبرة الخذايرية من عمادة عين البيّة.
وكان العسكريان قد استشهدا أمس الاثنين في جبل سمّامة من ولاية القصرين خلال مواجهات مع مجموعة إرهابية، بعد
أن نصبت لهم كمينا في إحدى الطرقات المحاذية للجبل.
وقال كل من إبراهيم البولاهمي، والد الشهيد منتصر، والسبتي الخميسي، والد الشهيد، معتز في تصريحات لوكالة تونس
إفريقيا للأنباء، إنهما “على استعداد تام لتقديم أنفسهم فداء للوطن ضد كل أشكال الإرهاب التي باتت تهدد مستقبل البلاد”،
مطالبين في الوقت ذاته الحكومة بأن “تلتفت لهم، وتفك عزلتهم، وتخفف من وطأة الفقر المدقع الذي يعيشونه منذ عشرات
السنين”، وفق تعبيرهما.
على صعيد متصل، أكّد وزير الشؤون الاجتماعية، محمد الطرابلسي، خلال تقديمه التعازي إلى عائلتي الشهيدين منتصر
البولاهمي ومعتز الخميسي، أن مجلس الوزراء الذي سينعقد غدا الأربعاء، وهو الأول لحكومة يوسف الشاهد، سيناقش في
أولى نقاط جدول أعماله القوانين الضامنة لحقوق شهداء المؤسستين العسكرية والأمنية وعائلاتهم.
وشدد الطرابلسي في تصريح لمراسل “وات”، على أن “تونس ستظل صامدة في وجه الإرهاب”، مبينا أن “مؤازرة
عائلات الشهداء، وحضور المواطنين بالآلاف لتشييع جنازاتهم، والتفافهم حول قوات الجيش والأمن الوطنيين، يمثل
دليلا على أن الإرهاب لا مكان له بين التونسيين، ويؤكد أن التضامن المواطني، والمساندة الشعبية لشهداء المؤسستين
العسكرية والأمنية، يعتبران من أهم ضمانات الانتصار على الإرهاب الذي يستهدف أمن البلاد والعباد”.