انتظم صباح اليوم الثلاثاء بمقر وزارة الدفاع الوطني بالقصبة حفل توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين وزارتي الدفاع الوطني والشؤون الثقافية تهدف بالخصوص إلى تحديد الإطار العام للتعاون بينهما فى مجال المحافظة على التراث التاريخي والأثري وحمايته، وإتمام الخارطة الأثرية الوطنية والنهوض بالتكوين فى مجال التراث والمتحفية وجرد الممتلكات الثقافية الوطنية.
وتتضمن مجالات التعاون بين الوزارتين وفق هذه الاتفاقية، التنسيق الثنائي بخصوص إنجاز الخارطة الوطنية للمواقع الاثرية والمعالم التاريخية ببعديها المدني والعسكري وتعزيز التعاون الثنائي فى مجال البرمجة الثقافية وجرد وتوثيق التراث اللامادي بغاية إحيائه وتثمينه فضلا عن توحيد منظومة الجرد للممتلكات الثقافية والمجموعات المتحفية بهدف إنجاز قاعدة بيانات وطنية متاحة.
كما تشمل الاتفاقية، التعاون فى مجال إحداث المتاحف وتثمينها وتنشيطها وإعداد وتنفيذ برامج مشتركة لصيانة المعالم التاريخية ذات الصبغة العسكرية وتكثيف التنسيق فى ما يتعلق بمعالجة وضعية المعالم العسكرية غير الراجعة بالنظر للوزارتين قصد حمايتها والمحافظة عليها.
ويشمل الاتفاق بين الوزارتين أيضا تنظيم دورات تكوينية مشتركة فى مجال حماية التراث والمحافظة عليه وتثمينه وإدراج مادة التراث فى التكوين بالمدارس العسكرية ودعم التعاون بين مصالح ومؤسسات الوزارتين فى مختلف الانشطة الثقافية والإبداعية وطنيا وجهويا ومحليا.
وفى كلمة بالمناسبة أشار وزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني إلى أن الوزاة تولي اهتماما خاصا للتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية فى العديد من المجالات وإذا كانت وزارة الدفاع تحارب الارهاب وكل تداعياته بقوة السلاح فإن وزارة الثقافة تحاربه بالفعل الثقافي والإبداعي
وأضاف أن التطرف والإرهاب هو فكر ومن الضروري مقاومته بالفكر ومن ثمة ينبغي صياغة مشروع فكري وثقافي لمحاربة هذه الافة يساعد على تحصين الناشئة ضد كل مظاهر التطرف والإرهاب بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية.
بدوره أبرز وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين أهمية هذه الاتفاقية التي ستفتح مجالات واسعة للتعاون الثنائي ولا سيما فى مجالات المحافظة على التراث وتثمينه وإحيائه، مشيرا إلى أن وزارة الشؤون الثقافية مؤمنة بأن الفعل الفني والثقافي بوجه عام هو احد اسلحة مقاومة افة الارهاب فى تونس.
وبين أن “الوزارة تسعى للتخلص من تلك الصورة النمطية التى رسخت فى أذهان الجميع أي صورة وزارة المهرجانات والفرجة والتهريج” وهو ما يتطلب بلورة استراتيجية عمل جديدة تهدف بالخصوص إلى تفعيل آليات حفظ التراث وصيانة الموروث الوطني فى مختلف المجالات وصياغة محتوى ثقافي جديد يضمن تنشئة سليمة ومتوازنة للطفل والناشئة وتنويع الأنشطة الثقافية الموجهة إلى هذه الفئة.