مثل التعريف بمرض التوحد وتعزيز فرص اندماج حاملي المرض في فضاءاتهم الأسرية والمدرسية والاجتماعية، ابرز محاور الدورة التكوينية التي تنظمها على امتداد يومين جمعية ابتسامة للتوحد بدار الشباب إبراهيم بن عمر بدوز، وذلك في إطار مشروع متكامل يحمل عنوان “فضاء دامج من اجل حياة مستقلة” وفق ما ذكره مدير الجمعية عاطف بنمنصور لمراسل (وات) بالجهة.
وأوضح المصدر ذاته ان هذه الدورة التي تستهدف الإطارات التربوية والأولياء وممثلي الإدارات الجهوية وعددا من الأطفال حاملي الإعاقة “ترمي بالأساس الى الوقوف على ابرز الإشكاليات التي تتسبب في انعزال حاملي مرض التوحد والعمل على حلها بطرق علمية تساعد على الإحاطة بالمرضى وتسهيل اندماجهم الاسري والاجتماعي وتجعلهم قادرين على التعويل على ذاتهم وإظهار ملكة الإبداع التي يحملها الكثير منهم”.
وأضاف بنمنصور ان “مرض التوحد لا يزال من الأمراض المجهولة لدى الأولياء والإطارات التربوية الذين يعتبرون الأشخاص الاكثر قربا من الطفل بعد العائلة، وهو ما دفع الجمعية الى محاولة التعريف بالمرض الذي يمكن التفطن إليه باكرا بسبب ظهور بعض السلوكات الانطوائية لدى الأطفال وبالتالي الإسراع بمعالجة الإشكال وتوفير ظروف خاصة من الرعاية للمرضى لتخليصهم من العزلة التي تحد من إمكانية تعويلهم على ذواتهم وتجعلهم في حاجة دائمة للمساعدة في كافة احتياجاتهم”.
واشار مدير الجمعية الى تفاقم أعداد الأطفال الذين يعانون من هذا المرض بولاية قبلي ليناهز وفق تقديراته “400 مريض، تجد الجمعيتين الناشطتين في هذا المجال (وهما جمعية ابتسامة للتوحد بدوز وجمعية أطفال التوحد بقبلي) صعوبة كبيرة في تامين الرعاية للكثير منهم بسبب محدودية الإمكانيات المادية للجمعيتين اللتين لا تتمتعان بالدعم العمومي من وزارة الإشراف او بفرص لانتداب العاملين بهما وهو ما جعل عدد منظوريهما لا يتجاوز 50 طفلا”، على حد تاكيده.
ودعا بالمناسبة السلط الجهوية والمركزية الى “مزيد التفاعل مع هذه الجمعيات التي باتت في حاجة الى الكثير من الدعم أمام الطلبات المتزايدة من الأهالي لتسجيل أبنائهم بها وتوفير قدر من الرعاية التي تساعد العائلات في تسهيل اندماج الطفل في فضائه الأسري والاجتماعي “.