كانت الظروف المناخية التي ميزت فترة إزهار الأشجار المثمرة خلال الموسم الفلاحي الحالي ونزول الامطار بكميات متفاوتة، عوامل مساعدة على تواصل ظهور مرض اللفحة النارية بكامل مساحات الاجاص المتبقية بولاية منوبة والمقدرة ب1110 هكتارات من جملة مساحة جملية قدرت ب3259 هكتارا فاقت المساحات المقتلعة منها منذ تفشي المرض في بداية 2013 الى حدود سبتمبر المنقضي 2185 هكتارا.
وتراوحت نسبة الاصابة في المساحة المتبقية، حسب تقرير للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالجهة، بين 35 بالمائة على صنف “الوليامس”، فيما كانت نسبة الضرر 100 بالمائة بالنسبة لصنف “ألكسندرين”، في حين لم تسجل مساحات التفاح اصابات، ولم تبلغ المساحات المقتلعة منذ ظهور مرض اللفحة النارية سوى 10 هكتارات من ضمن مساحة جملة قدرت ب1255 هكتارا، وهو ما دفع بمصالح المندوبية الى تحسيس الفلاحين بمواصلة انتاج اصناف التفاح كبديل لمساحات الاجاص المقتلعة.
ومن المتوقع، حسب تقديرات مصالح المندوبية، انتاج 6600 طن من الاجاص خلال موسم الانتاج الحالي بمردودية قدرت ب6 اطنان في الهكتار بالمساحة التي سلمت من المرض، فيما قدر انتاج التفاح ب10200 طن بمردودية 8,5 طن في الهكتار.
واشار التقرير الى ان عدد المنتفعين من الفلاحين المتضررين من المرض بلغ 659 منتفعا بقيمة جملة للمنح قدرت ب3059 الف دينار الى حدود نهاية سبتمبر المنقضي، ووضعت مصالح المندوبية وبالتزامن مع خطة العمل الميداني للتوقي من مرض اللفحة، برنامجا خاصا بالجهة لاعادة الغراسة يأخذ بعين الاعتبار الظروف المناخية والتربة والبنية التحتية والخبرة التي اكتسبها فلاحو الجهة في انتاج التفاحيات.
كما اعدت مصالح المندوبية برنامجا لتدخلات ميدانية مكثفة، والوقوف على التجارب الناجحة في التحكم في المرض، مع تقديم مقترح لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري ومؤسسة البحث العلمي الفلاحي تؤكد فيه على ضرورة تعديل طريقة التعامل مع المرض والتسريع في وتيرة البحوث في المكافحة المندمجة للمرض بالتحكم في التسميد واستعمال انواع جديدة من الاسمدة وإدخال أصناف جديدة مقاومة للمرض ومتأقلمة مع المناخ.