عروض للأفلام المتوجة والأعمال التي تركت بصمة خاصة في الدورات السابقة لأيام قرطاج السينمائية في قسمي “من السجل الذهبي للأيام” و”أحكيلي على الأيام” ومنح جائزة “الخمسينية” للمخرج فريد بوغدير مع الحفاظ على الأقسام المعهودة للمهرجان، تلك هي أبرز ملامح الدورة 27 لأيام قرطاج السينمائية (28 أكتوبر- 5 نوفمبر 2016) التي تحتفي هذه السنة بخمسينية تأسيسها (1966-2016).
وفي ندوة صحفية انعقدت اليوم الخميس بخيمة تم تركيزها بشارع محمد الخامس حيث جرت وقائع الإعتداء الإرهابي يوم 24 نوفمبر 2015 الذي استهدف حافلة للأمن الرئاسي وأسفر عن استشهاد 12 شخصا وإصابة 17 آخرين، وفي سياق اختياره لرمزية المكان، أكد ابراهيم لطيف مدير دورة هذه السنة لأيام قرطاج السينمائية، على صمود الفنون بشتى ضروبها أمام كل أشكال العنف والإرهاب.
وبعد دقيقة صمت ترحما على أرواح الشهداء، كشفت الهيئة المنظمة للمهرجان عن الخطوط العريضة للمهرجان الذي يسجل هذا العام مشاركة 68 عملا سينمائيا في مختلف أقسام المسابقة الرسمية تمثل عددا من الدول العربية والإفريقية والأوروبية ، اذ تجمع مسابقة الأفلام الطويلة 18 فيلما منها الروائي والوثائقي، فيما يتنافس 19 فيلما قصيرا على جوائز المسابقة الرسمية، ويتنافس 13 فيلما آخر على جائزة أفضل عمل أول “جائزة الطاهر شريعة للعمل الأول”، وتجدد مسابقة “قرطاج السينما الواعدة” موعدها مع السينمائيين الشبان المنتمين إلى مدارس سينمائية من العالم من خلال اختيار 18 عملا وإسناد جائزة لأفضل عمل.
وفي خصوص الاحتفال بخمسينية الأيام، تم تجميع ذكريات وقراءات لعدد من الإنتاجات لتكون في شكل أفلام قصيرة منتجة ببادرة من المركز الوطني للسينما والصورة وأيام قرطاج السينمائية بكاميرا عدد من المخرجين الشبان الذين سيرسمون العلاقة الحميمية التي تربط المهرجان برواده في قسم “أحكيلي على الأيام” فضلا عن إحداث قسم بعنوان “من السجل الذهبي للأيام” الذي سيتضمن عرض عدد هام من الأفلام المتوجة وغير المتوجة في تاريخ المهرجان والتي تركت أثرا خاصا وخلقت تفاعلا لافتا مع الجمهور.
وتواصل أيام قرطاج السينمائية انفتاحها على المدن والفضاءات الأخرى لتلتقي جمهورا آخر من خلال إعادة تجربة “مغامرة ثقافية” لفائدة المساجين في ستة سجون، كما ستكون حاضرة في 14 منطقة تابعة لمختلف ولايات الجمهورية.
أما الندوة الدولية للدورة 27 للمهرجان فستنتظم يومي 29 و30 أكتوبر الجاري بالإشتراك مع المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” والفيدرالية الإفريقية للسينمائيين تحت عنوان “تراث سينمائي في خطر” حيث سيتدراس المشاركون في هذه الندوة سبل تعزيز سياسة حماية التراث السينمائي في إفريقيا والعالم العربي من التلاشي والاندثار.
ومن أبرز النجوم الذين سيحلون ضيوفا على دورة هذا العام التي خصصت لها ميزانية تقدر بثلاثة ملايين ومائتي ألف دينار، الممثلين عادل الإمام وعزت العلايلي ولبلبة ومحمود حميدة وعمرو واكد وجميل راتب وسلافة معمار.
أما التكريمات فستشمل كل من المخرج المصري الراحل يوسف شاهين والمخرجين الإفريقيين جبريل ديوب مامبيتي وإدريسا ودراووغو والمخرج الإيراني الراحل عباس كياروستامي والمخرجة التونسية الراحلة المنتمية لجيل السينمائيات الأول في تونس كلثوم برناز.
وتشمل الأقسام الموازية للمهرجان “بانوراما السينما التونسية” و”سينما العالم”، فضلا عن إدراج نافذة على السينما الروسية والسينما الآسياوية.