تعتزم تونس، رغم نقص المياه الموجهة الى الزراعات الكبرى، الترفيع في نسبة اعتماد البذور الممتازة للحبوب (والتي تقدر حاليا ب20 بالمائة فقط من البذور المستعملة)، لتتجاوز نسبة 40 بالمائة (550 ألف قنطار) في غضون سنة 2020 ، وفق ما أكده كاهية مدير الحبوب بوزارة الفلاحة محمد علي بن رمضان، الثلاثاء.
وتوقع بن رمضان، لدى تدخله في اطار ورشة انتظمت بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري حول “سبل تطوير استعمال البذور الممتازة” قبل فترة وجيزة من انطلاق عمليات البذر، أن يتم انتاج 50 بالمائة من البذور الممتازة، أي البذور ذات المردودية العالية والمقاومة للامراض والمتأقلمة مع التغيرات المناخية، بالمناطق السقوية فيما تؤمن المناطق شبه الرطبة وشبه الجافة والجافة انتاج النسبة المتبقية في ظل تحديات هامة تواجهها البلاد تتعلق بالتغيرات المناخية وبوضعية تونس كبلد يفتقر الى الموارد المائية.
وبخصوص الموسم 2016 /2017، قال المسؤول بوزارة الفلاحة أن الكميات المتوفرة من البذور الممتازة تقدر ب191 ألف قنطار، ستعمل الشركات التعاونية على توفير 173 ألف قنطار منها.
وقال كاتب الدولة للإنتاج الفلاحي عمر الباهي أنه “بالإمكان الترفيع في انتاج البذور الممتازة في ظل تزايد الطلب من الفلاحين الراغبين في اعتماد هذه البذور خاصة بعد التطور، الذي شهدته أسعار القمح من 36 دينارا في 2007 الى 70 دينارا حاليا”. واشار انه سيتم تفادي الضغط على البذور الممتازة للموسم 2016 / 2017 من خلال توفير البذور العادية، التي سيتم توزيعها خلافا للعادة في أكياس لتفادي عمليات الغش والاحتكار.
وذكر الباهي ان الدولة تحافظ على كامل سيادتها في مجال استنباط الاصناف وبالتالي فهي تعمل على “دعم وتشجيع مجال استنباط الاصناف المحلية من البذور” وأضاف “سنعمل على خلق ديناميكية جديدة لتشجيع البحث في تطوير الاصناف وسنشرك الخواص على البحث وتطوير الاصناف المحلية بصفة خاصة”.
وذكر في هذا الصدد أن صنفين من بذور القمح المحلية هما “سليم” و”اينرات 100″ سيتم ترويجها على مستوى السوق خلال سنة 2017.
وتقدر الحاجيات السنوية لتونس من بذور الحبوب 1،7 مليون قنطار يقع تغطيتها بنوعين من البذور وهي البذور الممتازة (294 الف قنطارا) والبذور العادية التي يتم تخزينها من المحاصيل السابقة.
وانتقد فلاحون شاركوا بنفس الورشة “سياسة الدولة” التي قالوا أنها تعتمد اليات دعم تستفيد منها شركات الانتاج بالاساس. و دعوا الى ايجاد بدائل لتشجيع الفلاح على استعمال وتخزين البذور الممتازة لمعاضدة جهود الدولة وتسهيل تحقيق الاهداف المرسومة في قطاع الحبوب.
ويستحوذ قطاع الحبوب على 79 بالمائة من الزراعات الكبرى، التي تشكل النشاط الاساسي لنصف فلاحي تونس (أكثر من 500 ألف فلاح).