تتجه أنظار السينمائيين فى افريقيا والعالم العربي اليوم الجمعة 28 أكتوبر إلى تونس التي تشهد بالمناسبة انعقاد الدورة السابعة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية، هذه التظاهرة التى تحتفل هذه السنة بمرور خمسين عاما على تأسيسها على يد المرحوم الطاهر شريعة. نصف قرن من السينما والفرجة والعطاء الغزير لفائدة الفن السابع بنت ملحمته أجيال من السينمائيين، بين ممثلين ومخرجين وتقنيين، وتركوا بصماتهم واضحة فى تاريخ المهرجان مما أهل “أيام قرطاج السينمائية” لأن تكون إحدى أبرز التظاهرات السينمائية فى القارة الافريقية ومنطقة جنوب المتوسط.
وسيتم خلال هذه الدورة عرض 322 فيلما بين روائي ووثائقي وقصير تمثل عشرين دولة ستشارك ضمن مجموعة من المسابقات الرسمية والأقسام المتنوعة.
ففي قسم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة (وثائقية وروائية) ينفرد المهرجان بعرض “ديفين” للمخرجة المغربية “هدى بنيامينة” الحائز على جائزة الكاميرا الذهبية في الدورة التاسعة والستين لمهرجان كان السينمائي، وقد نجحت “أيام قرطاج السينمائية” فى برمجته في هذه الدورة بعد منافسة شرسة مع العديد من التظاهرات المنافسة. ويشارك في المسابقة أيضا فيلم “اشتباك” للمخرج المصري “محمد دياب” بعد مشاركته في قسم “نظرة ما” في الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي مخلفا أجمل الانطباعات، والفيلم نفسه هو مرشح السينما المصرية في أوسكار أفضل فيلم أجنبي.
ومن السينغال يعود المخرج الكبير “موسى توري” بأحدث أفلامه “خشب الأبنوس”، والجمهور التونسي يعرف جيدا هذا المخرج الذي سبقت له المشاركة في مهرجان كان السينمائي ضمن قسم “نظرة ما” بفيلمه “الزورق” الذي تحصل على التانيت الذهبي وجائزة الجمهور في أيام قرطاج السينمائية سنة 2012، ومن السينغال أيضا نشهد مشاركة “راما تياو” بفيلم “لن يقع بث الثورة في التلفزيون”
كما تشارك جنوب إفريقيا فى المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية بفيلم “أكسيون قائد” لنادين كليتي.
وتسجل “سوريا” حضورها في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية بفيلمين مهمين “منازل بلا أبواب” لإيفو كابرليان، و”مزرعة الأبقار” لعلي الشيخ خضر، كما ستكون الأردن ممثلة بفيلم مميز هو “المدينة” لعمر الشرقاوي، وكالعادة لا يغيب المغربي “هشام العسري” عن المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية بآخر فيلم في ثلاثيته “جوع كلبك” وهو الذي سبق له الحصول على جائزة لجنة التحكيم في الأيام عن فيلمه “هم الكلاب”.
ومن التشاد يشارك المخرج الكبير “محمد صالح هارون” بفيلمه الوثائقي عن الدكتاتور “حسن حبري” الذي شارك به غير مكتمل في الدورة التاسعة والستين لمهرجان كان السينمائي ضمن قسم “حصص خاصة” وكان في انتظار الحكم على “حبري” لإنهاء الفيلم وعرضه حصريا في أيام قرطاج السينمائية في نسخته النهائية المكتملة.
ومن فلسطين تشارك المخرجة “مي مصري” بفيلمها “3000 ليلة” المرشح الأردني لأوسكار أفضل فيلم أجنبي باسم منتجيه، ومن مصر يشارك “خالد الحجر” بفيلمه المثير للجدل “حرام الجسد”
أما تونس فتنافس بقوة على جوائز المسابقة الرسمية بأربعة أفلام” غدوة حي” للطفي عاشور و”تالة حبيبتي” لمهدي هميلي في عرض عالمي أول، إضافة إلى الوثائقي “زينب تكره الثلج” للمخرجة “كوثر بن هنية” في عرضه العربي والإفريقي الأول وكذلك الأمر بالنسبة إلى فيلم “شوف” للمخرج “كريم الدريدي” الذي شارك في الدورة التاسعة والستين لمهرجان كان السينمائي ضمن قسم “حصص خاصة”.
وفي مسابقة الطاهر شريعة للعمل الأول، تشارك تونس بفيلمين متميزين تحصل كلاهما على جائزتين رفيعتين في مهرجاني “برلين” و”البندقية” وهما “نحبك هادي” للمخرج محمد بن عطية و”آخر واحد فينا” للمخرج علاء الدين سليم.
وينافس الفيلمان التونسيان كلا من “امبراطورية النمسا” للمخرج اللبناني مراد سليم، و”جلد” للمخرجة السورية عفراء باطوس، و”مابيتو” لجواو غارسا من الموزنبيق، و”أبدا لم نكن أطفالا” للمخرج المصري “محمود سليمان” و”المنعطف” للمخرج الأردني رفقي عساف، و”مسافة ميل بحذائي” للمخرج المغربي سعيد خلف، و”بركة يقابل بركة” مرشح المملكة العربية السعودية لأوسكار أفضل فيلم أجنبي للمخرج محمود الصباغ و”لا شيء على الإطلاق” لأرنولد أغونزا من أوغندا، ومن الجزائر كل من سالم ابراهيمي وريحانة عن فيلميهما “وحكاية الليالي السود” و”في هذا العمر مازلت أتخفى عندما أدخن”، إضافة إلى “بيت البحر” للمخرج اللبناني “ديب روي”.
وفي مسابقة الفيلم القصير سيكون الموعد مع ثلاثة برامج تعرض أفلاما متميزة من مناطق عربية وإفريقية مختلفة وستكون تونس حاضرة بثلاثة أفلام هي “نساجات الشعانبي” لنوفل صاحب الطابع، “ليلة كلبة” لآمنة بوحيى و”طليق” لقيس زايد، كما يشارك الفيلم اللبناني “موج 89” للمخرج “إيلي داغر” الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي 2015، ويشارك نبيل عيوش بصفته منتجا لفيلم قصير بعنوان “آية والبحر” للمخرجة المغربية “مريم التوزاني” وقد انتهت من تصويره منذ فترة قصيرة وتنفرد الدورة السابعة والعشرون لأيام قرطاج السينمائية بعرضه العالمي الأول.
وتهدي الدورة السابعة والعشرون لأيام قرطاج السينمائية جمهورها أجمل الأفلام العالمية ضمن عدد من الأقسام من بينها “سينما العالم” التي سيتم خلالها عرض أجمل الأفلام من بينها “أنا دانييل بلاك” الحائز على السعفة الذهبية في الدورة التاسعة والستين لمهرجان كان السينمائي للمخرج الكبير “كين لوتش”، وباكالوريا” للمخرج الروماني “كرستيان مونجيو” الحائز على جائزة أفضل إخراج في المهرجان نفسه و”جولييتا” آخر أفلام “ألمودوفار”، وغيرهما.
كما يفتح المهرجان نافذتين على اثنين من أهم السينماءات في العالم وهما السينما الروسية حيث يكون للجمهور موعد مع أهم الأفلام الروسية المنتجة في السنوات الأخيرة من بينها “إيلينا” للمخرج “أندري زفياغينتساف” الحائز على جائزة أفضل فيلم في قسم “نظرة ما” بمهرجان كان السينمائي 2011 ، إضافة إلى السينما الآسياوية بمختلف مناطقها: اليابان، الصين، كوريا الجنوبية وأندونيسيا والمصنفة اليوم من أكثر السينماءات تجديدا.
وتخصص الدورة السابعة والعشرون لأيام قرطاج السينمائية بانوراما خاصة بالسينما التونسية تعرض فيها عددا من الأفلام الطويلة والقصيرة الروائية منها والوثائقية مثل “وراء الموجة” لفتحي السعيدي، ومغامرات دليلة للطيب الجلولي وغيرهما، كما سيكون للجمهور موعد مع العرض الأول لفيلمين مهمين ضمن قسم “حصص خاصة” وهما “أغسطينوس ابن دموعها” للمخرج المصري سمير سيف وهو إنتاج تونسي/جزائري و”الحلم الصيني” للمخرج “رشيد فرشيو” وهو أيضا إنتاج مشترك تونسي/صيني.
وتفتح الدورة السابعة والعشرون لأيام قرطاج السينمائية سجلها الذهبي بعرض عدد كبير جدا من الأفلام المتميزة التي نالت التتويج أو حققت نجاحا جماهيريا ونقديا دون أن تتحصل على جائزة في مختلف دورات المهرجان منذ تأسيسه إلى اليوم. ويعد “السجل الذهبي” فرصة لإنعاش الذاكرة بأيقونات سينمائية وبمخرجين كبار مروا من أيام قرطاج السينمائية، صنعوا تاريخها وصنعت هي مجدهم مثل “سوداء” لعصمان صمبان الحاصل على التانيت الذهبي في الدورة الأولى لأيام قرطاج السينمائية سنة 1966 وصولا الى “الزورق” لموسى توري من السينغال أيضا الحائز على جائزتي التانيت الذهبي وجائزة الجمهور في أيام قرطاج السينمائية 2012 مرورا بصمت القصور لمفيدة التلاتلي، و”بس يا بحر” لخالد الصديق، و”أحلام المدينة” لمحمد ملص، و”المخدوعون” لتوفيق صالح و”تيزا” لهيل جيريما وغيرها من الأيقونات السينمائية
كما اختارت الجامعة الإفريقية للنقد السينمائي سبعة أفلام من كلاسيكيات السينما العربية والإفريقية لعرضها على جمهور خمسينية المهرجان من بينها “المومياء” للمخرج “شادي عبد السلام” و”معسكر تيراوي” لعصمان صمبان و”ريح الأوراس” للمخرج “محمد الأخضر حامينا” العربي الوحيد الحائز على سعفة كان الذهبية سنة 1975 عن فيلمه “وقائع سنين الجمر” .