تسجل الدورة 27 لأيام قرطاج السينمائية التي افتتحت يوم 28 أكتوبر وتتواصل الى غاية يوم 5 نوفمبر تنافس 18 فيلما في مسابقة الافلام الطويلة و 19 في مسابقة الأفلام القصيرة، و13 في مسابقة العمل الاول و18 في مسابقة الافلام الواعدة. كما سيحظى الجمهور بمناسبة خمسينية هذه التظاهرة السينمائية العريقة التي تأسست سنة 1966 على يد الراحل الطاهر شريعة، بمتابعة 47 فيلما تم تتويجها بمختلف جوائز التانيت في الدورات السابقة وهي تظل شاهدة على خمسة عقود من الإبداع السينمائي.
إن الاحتفال بمرور خمسين سنة على تأسيس ظاهرة ثقافية كبرى مثل ايام قرطاج السينمائية، يمثل مناسبة لتكريم رواد السينما في افريقيا والعالم العربي ولاستعادة المحطات الفارقة في تاريخ المهرجان وأبرز الأفلام التي طبعت سجل السينما العربية والافريقية، بفضل ثلة من كبار السينمائيين أمثال عصمان صمبان والطاهر شريعة مرورا بالمخرج المصري يوسف شاهين والمخرج التونسي النوري بوزيد والمخرج فريد بوغدير الذي تم تكريمه في افتتاح المهرجان يوم الجمعة، وصولا إلى الجيل الجديد من المخرجين الشبان الذين برزوا عبر جودة أعمالهم السينمائية على غرار ليلى بوزيد وفارس نعناع ومحمد بن عطية وعديد الأسماء الاخرى.
وقد منحت جائزة الخمسينية للمخرج فريد بوغدير لشغفه بالسينما ونشاطه في المجلات السينمائية المتعددة والمتنوعة ولالتزامه المبكر بالنضال من أجل السينما التونسية بشكل عام ودعمه لايام قرطاج السينمائية على وجه الخصوص عبر اسهاماته الهامة منذ تأسيسها سنة 1966 .
وبالاضافة الى تعيينه مديرا لايام قرطاج السينمائية في دورة سنة 2006، ياتي هذا التكريم نتيجة لكتاباته حول تاريخ السينما في افريقيا والمغرب والشرق التي مكنته من اخراج شريطيين وثائقيين طويلين وهما “كاميرا افريقيا ” سنة 1983 و “كاميرا عربية ” سنة 1987، اللذين تم اختيارهما ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان “كان” ويعدان اليوم من اهم المراجع، هذا بالاضافة الى عديد الافلام الاخرى مثل “عصفور سطح (حلفاوين) سنة 1990 و “صيف حلق الوادي” سنة 1996 و “فيلا الياسمين” سنة 2009، ولتتعزز مسيرته الابداعية الزاخرة مؤخرا بفيلم “زيزو” سنة 2016 وهو ثالث اعماله الروائية الطويلة.
ويزخر السجل الذهبي لمهرجان ايام قرطاج السينمائية منذ انبعاثه، بعدد هام من الجوائز أسندت لعلامات بارزة في تاريخ السينما، ليمنح اول تانيت ذهبي في عمر المهرجان للمخرج السنغالي عصمان صمبان عن فيلم “سوداء” اضافة الى منح رائد الحركة السينمائية الكويتية المخرج خالد الصديق التانيت الذهبي لفيلم “الصقر”.
ومن بين الافلام المتوجة سابقا والمبرمجة للعرض بمناسبة الخمسينية تحت عنوان “من السجل الذهبي للأيام” نذكر فيلم “قريتي قرية من بين القرى” للمخرج التونسي الطيب الوحيشي الذي تحصل على التانيت الذهبي للفيلم القصير سنة 1972 وفيلم “عزيزة” للمخرج الفلسطيني ميشال خليفي الذي تحصل على التانيت الذهبي سنة 1980، وفيلم النوري بوزيد “عرس الجليل” الفائز بالتانيت الذهبي سنة 1988 الى جانب “صمت القصور ” لمفيدة التلاتلي المتوج بالتانيت الذهبي سنة 1994 . كما سيتم عرض فيلم “فيزا” للمخرج التونسي ابراهيم اللطيف المتوج بالتانيت الذهبي سنة 2004، وكذلك فيلم “موتينيقا” للفاضل الجزيري والفاضل الجعايبي وهو متحصل على التانيت البرونزي سنة 1990 علاوة عن فيلم “عبور” لغاستون كابوري الفائز سنة 1982 بجائزة لجنة التحكيم الخاصة وغيرها من الأفلام المتوجة.
وتسجل الدورة 27 أيضا تكريم عديد المخرجين السينمائيين الراحلين العرب والافارقة، منهم المخرجة التونسية كلثوم برناز والسينمائي الشاب عدنان المؤدب اللذين توفيا في صائفة 2016 والمخرج المصري يوسف شاهين والمخرج السنغالي جبريل ديوب مامبيتي والمخرج البوركيني ادريسا ودراووغو والمخرج الايراني عباس كياروستامي.
وتساهم الجامعة الافريقية للنقد السينمائي في الاحتفال بمرور 50 سنة على تأسيس أيام قرطاج السينمائية بعرض اربعة افلام وثائقية حول مسيرة رواد السينما الافريقية مثل زليخة سولاي وقاد الله قوبارا وعصمان صمبان وطاهر شريعة وسوتيفي كوياتي.
كما اختارت الجامعة عرض عدد من اهم الافلام من مالي والكامرون ومصر والسينغال وغيرها، منها فيلم “ايلين” للمخرج سليمان سيسي (1987) وفيلم “المومياء” للمخرج المصري شادي عبد السلام ( 1969) وفيلم “النازفات” للمخرج الكامروني جون بياو بيكولو(2005) وفيلم “معسكر تيراوي” للمخرج السينغالي الراحل عصمان صمبان (1988) وفيلم “ريح الاوراس” للمخرج الجزائري محمد الاخضر حامينا (1966) وفيلم “اموك” للمخرج المغربي سهيل بن بركة(1934) .
خمسة عقود كاملة مرت على تأسيس مهرجان أيام قرطاج السينمائية، الذي مثل محطة هامة وفارقة بالنسبة لصناع السينما في تونس والوطن العربي وافريقيا، وجلهم اليوم من بين كبار السينمائيين في العالم وهم يعترفون بفضل هذا المهرجان في اكتشافهم ودعمهم.