يشارك المخرج مهدي هميلي في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة في الدورة الـ 27 من أيام قرطاج السينمائية بفيلم “تالة مون أمور” الذي عرض لأول مرة ليلة البارحة الثلاثاء 1 نوفمبر 2016 بقاعة الكوليزي بالعاصمة.
“تالة مون أمور” اقتبست أحداثه من قصة واقعية عايشها المخرج وانخرط في بعض أحداثها منذ اندلاع الشرارة الأولى للثورة فبعد سيدي بوزيد كانت القصرين من أول الولايات التي خرجت الى الشارع وانتفضت ضد الظلم والاستبداد.
وتدور أحداث هذا الفيلم بين “تالة” و”القصرين” حيث أن الشخصية الرئيسية التي فرت من السجن “محمد” (أداها غانم الزرلي) تعود الى مسقط رأسها بحثا عن حب قديم وهي خطيبته “حورية” (أدتها نجلاء بن عبد الله) دون أن يعلم أنها تزوجت وهجرت تالة.
محمد استغل حالة الفوضى التي شهدتها البلاد التونسية ابان الثورة ليهرب من السجن الذي دخله بسبب قضايا شعبه ولكنه خرج منه شخصية لا تشبهه ، شخصية محملة بالجراح والآلام والخيانة تبحث عن الحب والهدوء والسلام .
الفيلم عاد على أواخر سنة 2010 وبداية 2011 حين انتفض الشعب بكافة أطيافه ضد الظلم والقهر، دون خلفيات سياسية أو ايديولوجية.
وبعد خمس سنوات من التشويه لهذه الثورة عاد المخرج ليبرز عفويتها ونئى بها عن الحسابات السياسية والمؤامرات الخارجية فصور المرأة التي تجسدت في الفيلم من خلال شخصية حورية التي تحدت زوجها وعائلتها خرجت الى الشارع دون قيد أو لجام مدافعة عما آمنت به رغم تدنى مستواها الثقافي.
مهدي هميلي قدم كافة النساء المشاركات في الفيلم في صورة الثائرات المنتفضات اللاتي تدافعن عن المبادئ والقيم واللاتي لا تخفن النظام وصور أغلب الرجال في صورة المتملقون الذين لا يأبهون بحال البلاد.
كما شارك في هذا العمل عدد من الوجوه السينيمائية المعروفة على غرار فاطمة بن سعيدان وريم الحمروني اضافة الى محمد الداهش الذي أدى دور زوج حورية ويخرج من الصورة الكوميدية التي عود عليها جمهوره.
ورغم تواضع الدعم والامكانيات الا أن هذا الفيلم نجح ليكون ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة التي تخوض غمارها 18 فيلما طويلا من بينها 4 أعمال تونسية.
“المصدر” كان حاضرا لرصد آراء الجمهور الذي اختلفت آراؤه بين ناقد لنهاية الفيلم غير المتوقعة والتي رسخت فكرة لا مبالاة رجال “تالة” بقضايا المجتمع وبين من لم تعجبه الاضاءة وأخطاء التصوير وبين آخرين أثنوا على أداء الممثلين وعلى قدرة المخرج في الخلق والابداع رغم صغر سنه.
كما رصدنا أيضا حضور عدد من المتفرجين أصيلي القصرين الذي حضروا خصيصا لمشاهدة الفيلم ولكن آمالهم خابت بفيلم أقصى الرجال من الثورة وقدم النساء على حسابهم.