أوضح وزير الصناعة والتجارة زياد العذاري، الاربعاء، أن بناء منوال تنمية يتضمن محتوى تكنولوجي رفيع وقيمة مضافة عالية وتحفيز الاستثمار ودفع النمو الاقتصادي هي من أولويات الحكومة مؤكدا العمل على الربط بين الصناعة والبحث العلمي من أجل نقل التكنولوجيا وتطوير المنظومة الاقتصادية ودفع تنافسية المؤسسات.
وأفاد العذاري، في افتتاحه “للأيام الوطنية لنقل التكنولوجيا 2016” بتونس، أن لتونس إمكانيات عالية (مراكز فنية وأقطاب تكنولوجية وصناعية…) وبنية تحتية تمكن من الإرتقاء بمنظومة التجديد والتطوير التكنولوجي ودفع المنظومة الإقتصادية.
ولفت الوزير إلى سعي الوزارة لتطوير الصناعات ذات المحتوى التكنولوجي الرفيع من 15 بالمائة إلى 20 بالمائة والزيادة في الصادرات كذلك من 15 إلى 20 بالمائة خلال الخمس سنوات القادمة.
واعتبر وزير التعليم العالي والبحث العلمي سليم خلبوس، من جهته، أن مشاركته في هذا اللقاء إقرار بإمكانية تقريب الجامعات من المحيط الإقتصادي وإرساء شراكة بينهما بصفة إستراتيجية ودائمة ومؤسساتية والتي لم ترتق الى حد الآن للمستوى المطلوب، علما وأن تونس تضم حوالي 19 ألف أستاذ باحث وأكثر من 600 هيكل بحث علمي و30 مركزا متطورا للبحوث وعدة أقطاب تكنولوجية.
وأكد الوزير ضرورة إنفتاح تونس على العالم والأخذ بتجارب البلدان الأخرى لضمان التقدم بصفة سريعة في مجال التجديد والبحث العلمي مشيرا إلى أن الوزارة بصدد إعداد إستراتيجية وطنية، في إطار إصلاح التعليم العالي والبحث العلمي، تضمن التقارب بين العالمين (الجامعات والمؤسسات).
وتخلل هذا اللقاء تسليم جوائز للمخترعين الفائزين في المناظرة الوطنية الأولى في مجال الإختراع التي إنقسمت إلى فئتين واحدة تخص المخترع المستقل وأخرى تهم المخترع المؤسساتي.
وتسلم الأستاذ الجامعي المختص في مجال الروبوتية أنيس السحباني الجائزة الأولى، في فئة المخترع المؤسساتي، صناعة أول “سيارة آلية” (روبو) لحراسة المنشآت الصناعية مجهزة بكميرات حرارية وميكروفون ونظام تحديد الموضع (ج بي آس) مشيرا الى إمكانية استعمال هذه السيارة من طرف الجيش الوطني للإستكشاف.
في حين آلت الجائزة الأولى، في فئة المخترع المستقل، إلى المهندس في الصيد البحري سامي القطاري الذي اخترع متمم غذائي متكون اساسا من تثمين زيوت أسماك التن بتركيبة متطورة وفعالة أكثر من التي يتم استيرادها و خاصة على أمراض الكولسترول.
وأشار مدير عام وكالة النهوض بالصناعة والتجديد سمير بشوال إلى سعي الوكالة لتحقيق نسبة 100 بالمائة من مشاريع المخترعين العشرين الذين انتقتهم لجنة تحكيم المناظرة ومرافقتهم في كل مراحل الإنجاز لإحداث مؤسساتهم وذلك بمشاركة مؤسسات التمويل وكافة المتدخلين في القطاع.
وبين بشوال أن الوكالة تعمل على رفع الحاجز بين البحث العلمي والمؤسسات الاقتصادية وربط الصلة بين هذين العالمين خاصة أن دفع القدرة التنافسية للمؤسسة يمر أساسا عبر التجديد والابتكار والاختراع.
وتجدر الاشارة الى أن “الأيام الوطنية لنقل التكنولوجيا 2016” تمتد على يومين 9 و10 نوفمبر الجاري ببادرة من وزارة الصناعة والتجارة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالاشتراك مع الاتحاد الوطني للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ووكالة النهوض بالصناعة والتجديد ثم الوكالة العالمية للتعاون الكوري.