أسدل الستار مساء السبت الماضي 5 نوفمبر 2015 على الدورة 27 من ايام قرطاج السينمائية وعلى الرغم من الترفيع في ميزانية الدورة لهذا العام التي بلغت قرابة 3 مليارات وتحديدا 2 مليار و 300 مليون دينار، ورغم عمل ادارة التنظيم منذ مدة على تقديم دورة استثنائية، الا أن الدورة شهدت خلالا تنظيميا كبيرا بالاضافة الى فوضى في استقبال الضيوف الأجانب واحترامهم، وهو ما أثار ضجة كبيرة داخل تونس وخارجها طغت على أهمية المحتوى الثقافي الذي قدمه المهرجان.
خمسينية أيام قرطاج السينمائية التونسية التي كان من المفترض ان تكون عرسا حقيقيا للسينما تحولت الى عنوان للفوضى وأعطى صورة سيئة لتونس في الخارج.
322 فيلما بين روائي ووثائقي وقصير عن عشرين دولة نجحت في استقطاب أكثر من مئتي ألف مشاهد وأحدثت حركية في الشارع التونسي على امتداد أسبوع..ندوات فكرية وتكريمات لعدد من السينمائيين التونسيين والعرب…فنانون وممثلون عرب من مختلف بلدان العالم..ولأول مرة عروض في السجون والثكنات كل هذا لم ينجح في حجب حقيقة تعثر ادارة المهرجان من الناحية التنظيمية.
فالفوضى كانت عنوان الدورة 27 للمهرجان منذ اليوم الأول للافتتاح حيث شهد حفل الافتتاح اكتظظا وازدحاما كبيرا وذلك بعد ان تم توزيع 300 دعوة صالحة في الأصل لشخص واحد فقط ولكن الصقت عليها فيما بعد ملصق كتب عليه عبارة “صالحة لشخصين” وهو ما تسبب في حالة من الاكتظاظ في قصر المؤتمرات.
كما شهد حفل الافتتاح ايضا سوء تنظيم بسبب السجاد الأحمر الذي أثار ضجة بعد ان تسبب في تعثر عشرات الفنانين وسقوط بعضها حيث عبرت عارضة الأزياء ومقدمة البرامج التفزية “عفاف جينفان” عن استيائها من الموقف وكتبت على صفحتها الخاصة على الفيسبوك انها خجولة من الذي قام بتنظيم المهرجان.
انتقادات واسعة في تونس وخارج بسبب سوء التنظيم الذي بدا واضحا منذ البداية خاصة وان قصر المؤتمرات أي المكان الذي تم فيه الافتتاح قد اعتبره البعض غير مهيأ لاستقبال ذلك العدد الكبير من الضيوف وغير مهيا أيضا للعرض السينمائي.
سوء تنظيم من طرف ادارة المهرجان رافقتها ضجة كبيرة أيضا أثارتها الفنانات والممثلات بسبب فساتينهن العارية التي خطفت الأضواء من المحتوى الحقيقي للمهرجان حتى البات الحديث في وسائل الاعلام مقتصرا فقط على السجاد الاحمر وسوء التنظيم وفساتين النجوم…
عروض سينمائية متنوعة وثرية غيب الحديث عنها تماما جراء سوء التنظيم الذي طغى على المهرجان لم يتوقف عند حفل الافتتاح فقط بل تواصل وامتد الى فوضى خلاقة من نوع آخر في حفل الاختتام أثارت ضجة كبيرة خاصة بعد مقاطع الفيديو التي راجت على مواقع التواصل الاجتماعي والتي أظهرت تلاسن بين الممثلين التونسيين على غرار الشجار الذي حصل بين مريم بن شعبان ومريم بن مامي بسبب سلفي مع الممثل عادل امام.
وأيضا فيديو لطفي العبدلي الذي اعتلى المسرح في حفل الاختتام ليوجه رسالة لاذعة للممثل عادل امام بالاضافة الى سوء التفاهم الذي حصل مع الفنان جميل راتب بعد ان رفضت ادارة الـJcc التكفل بمصاريف مرافقه.
ولم تقف الفوضى عند هذا الحد فقط فهناك ضيوف غادروا تونس غاضبين على غرار الفنانة الجزائرية بهية راشدي التي نشرت الفيديو الصدمة حيث ظهرت فيه وهي تبكي بحرقة وعبرت فيه عن غضبها الشديد من طريقة تعامل منظمي ايام قرطاج السينمائية مع الوفد الجزائري وذلك بعد ان تم وضعهم في فندق غير الفندق الذي استقبل فيه نجوم مصر كما لم يحضوا بنفس المعاملة حسب قولها.
والذي قالت فيه أيضا بان الوفد الجزائري تعرض للاهانة من جارته التونسية أهانونا ولم ينظروا الينا مجرد نظرة احترام وكاننا لا نملك ثقافة او سينما متابعة تدعون اننا جيرانكم في حين انكم تهينون النخبة الجزائرية “خسارتكم”.
ويذكر ان وزارة الثقافة قد اكدت في بلاغ سابق لها انه سيتمّ تكريم الوفد الجزائري وعلى رأسه الفنانة القديرة بهية راشدي في افتتاح أيام قرطاج المسرحية التي ستنطلق يوم 18 نوفمبر وتدوم إلى 26 من الشهر ذاته.
وجاء هذا القرار على اثر على اثر تصريحات للفنانة الجزائرية بهية الراشدي حول صدمتها من التجاهل الذي لقيته في أيام قرطاج السينمائية وتهميش بلدها الجزائر من خلالها وعدم تكريمها.
وكان وزير الثقافة محمد زين العابدين قد سارع بالاتصال بالفنانة الجزائرية واعتذر منها كما اطمئنن عليها ، وطالب الجهة المنظمة لأيام قرطاج الرسمية بالاعتذار من الوفد الجزائري.
ومن جانبه وفي رده على سوء التنظيم الذي شهده المهرجان اعترف مدير الدورة 27 ابراهيم اللطيف في تصريح للمصدر بحدوث سوء في التنظيم مؤكدا أنه لا يجب التركيز على الاخلالات التي حصلت فقط ونسيان المهم لان التنظيم ليس هو الاهم وفق تعبيره.