تعقد النقابة العامة للأطباء والصيادلة وأطباء الاسنان الاستشفائيين الجامعيين اليوم الاربعاء بمستشفى الرابطة بالعاصمة جلسة عامة مع الاطارات الطبية وشبه الطبية واعوان الصحة، للتباحث بخصوص الوضع “المزري الذي آل اليه القطاع العمومي للصحة وتدارس أشكال النضال التي سيتم اتخاذها للدفاع عن القطاع العمومي أمام تنصل سلطة الإشراف من واجبها”، وفق ما أفادت به حبيبة الميزوني الكاتبة العامة للنقابة.
وأضافت الميزوني في تصريح الاربعاء ل(وات) انه سيتم طرح مشكل القطاع على الهيئة الادارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل، مبرزة الالتزام بالدفاع عن القطاع العمومي للصحة كقطاع مرجعي وعن كل العاملين فيه “أمام كل السياسات الرامية لضرب مقوماته وتهميشه وفتح المجال أمام غول الخوصصة للاستحواذ عليه”، حسب تعبيرها.
وقالت ان سلطة الاشراف “لم تقدم أي حلول للوضع الذي يزداد سوء يوما بعد يوم ورفضت كل اشكال العمل التشاركي، لاسيما بعد جلسة العمل التي جمعتها مؤخرا مع ممثلي النقابة وتم خلالها طرح مشاكل القطاع ومطالبتها بمعالجة وضعه الكارثي الذي يمس من حق المواطن في الصحة في المؤسسات الاستشفائية العمومية الجامعية والجهوية”.
وأكدت نقابة الاطباء الاستشفائيين الجامعيين في بيان أصدرته بتاريخ 18 نوفمبر الجاري انها “عاينت خلال هذه الجلسة غياب رؤية استراتيجية واضحة، من سلطة الإشراف، لمعالجة أزمة الصحة وانعدام الاستعداد للدفاع عن القطاع الصحي العمومي، وغياب ارادة حقيقية لإيجاد حلول لاشكالية توفير طب الاختصاص بالجهات ذات الأولوية ولتوفير الظروف الملائمة للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان وكافة أعوان الصحة في المستشفيات الجامعية لتأدية مهامهم وواجبهم المهني”.
وحذرت من “محاولات تخويف الاستشفائيين الجامعيين وترهيبهم ومصادرة حقهم في التعبير عن الرأي والدفاع عن مواقفهم ومن التهديدات التي تستهدف المسؤولين النقابيين وتضرب العمل النقابي”، حسب نفس البيان.
ومن جهتها، أصدرت وزارة الصحة اليوم الاربعاء بلاغا توضيحيا، استغربت فيه ما جاء في بيان النقابة العامة للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الاستشفائيين الجامعيين من ملاحظات “لا تعكس”، حسب تأكيدها، محتوى الجلسة التي انعقدت تحت إشراف وزيرة الصحة يوم الإربعاء 16 نوفمبر 2016، وخاصة ما نسبه الطرف النقابي من غياب لرؤية استراتيجية واضحة لمعالجة أزمة الصحة وتحذيره من محاولات تخويف الجامعيين وترهيبهم وتهديدهم بغية ضرب العمل النقابي وغياب الإرادة للتحاور لدى الوزارة بشأن توفير أطباء الاختصاص في الجهات وتحسين طروف عمل المهنيين في القطاع.
وعبرت الوزارة عن “بالغ أسفها لمحتوى هذا البيان ولما ورد فيه من تصريحات مخالفة للروح الإيجابية التي سادت الحوار خلال الجلسة”، حسب ذات البلاغ، مؤكدة على أن اللقاء الأول الذي تم خلاله استقبال المكتب النقابي للجامعيين لم يتعلق بطرح الرؤية الاستراتيجية للوزارة حتى يعاين حضورها أو غيابها، بل كان فرصة للتجاوب مع بعض التّساؤلات المهنية التي طرحها ممثّلو الأسلاك الجامعية والمتعلّقة خاصة بتدعيم طبّ الاختصاص بالجهات، تأكّد من خلالها حرص جميع الأطراف على النهوض بالقطاع الصحي العمومي وعلى توفير الظروف الملائمة للعمل لجميع المهنيين.
وأضاف البلاغ ان الوزارة تؤكد تمسكها بالمنهج التشاركي مع الأطراف الاجتماعية القائم على الحوار البنّاء، وتهيب بالمكتب النقابي للجامعيين أن يبدي حرصه المعهود في النّقاش الإيجابي حول المسائل الحقيقية التي تطرحها الوزارة وذلك حفاظا على سلامة المناخ الاجتماعي بالقطاع.