مثلت ظاهرة “عبدة الشيطان” في الوسط التربوي، موضوع تظاهرة نظمتها مساء امس الجمعة دار الشباب بمليتة من معتمدية جربة حومة السوق، بالتعاون مع دار الشباب بقلالة بجربة اجيم، وذلك بهدف تسليط الضوء على هذه الظاهرة وتحليلها، امام تنامي الاهتمام بها في الفترة الاخيرة بغاية توعية الشباب وحمايته من شتى الظواهر المطروحة امامه، وفق ما ذكره الاستاذ بدار الشباب بمليتة ماهر زعطور.
واعتبر زعطور ان “الاهتمام بالظاهرة ليس لاستفحالها بل لانها تبقى ظاهرة غريبة، وان ظهرت منذ سنة 2002 بتونس حسب تقارير وزارة الداخلية التي اثبتت وجود 70 عابد شيطان في تونس”.
وتناولت التظاهرة المسالة من جوانب دينية ونفسية واجتماعية، حيث بعث الامام ياسين بن يوسف في كلمة له بالمناسبة رسالة طمأنة بعد ان اعتبرها “لا تثير القلق”، وذلك “بالنظر الى تشبث العائلة التونسية بعقيدتها الاسلامية بما تحمله من مبادئ الدين الاسلامي الحنيف، وقدرتها على التصدي للظاهرة بفضل متانة الروابط الاسرية”.
اما من الجانب النفسي، فرأت الاخصائية النفسية نجوى بن خميس ان اسباب الظاهرة “تتنزل في اطار مسار باكمله في تربية الطفل من مرحلة الطفولة الى المراهقة والشباب، ومدى تاثير عدة عوامل مطروحة امام الشاب على غرار الادمان الرقمي او الارهاب او عبادة الشيطان”، موضحة ان “فقدان الثقة لدى الطفل، ووجود حالة من القطيعة مع العائلة ومحيطه، وبحثه عن ذاته وخصوصيته، واحساسه بالفراغ والحرمان، من شانها ان توفر الاطار المناسب لانسياقه وراء هذه الظواهر”.
واكدت على ان “دور الاسرة ضروري في توفير الاحاطة بالطفل، وخلق جسر من التواصل معه، وفتح الحوار معه وغمره بالمحبة والاهتمام، بما من شانه ان يغذي الثقة في نفسه ويوفر الراحة النفسية له”، وبينت الاخصائية الاجتماعية عفاف بعلوس في ذات السياق ان “دور العائلة محوري في دفع الشباب الى هذه الظاهرة او وقايته منها”.
واشارت الى “نقص تواجد الاخصائيين النفسانيين والاجتماعيين في المؤسسات التربوية، وعدم وجود الفضاءات لاحتضان الاطفال والشباب، بما يتاح بها من تجهيزات مناسبة واطارات كفأة”، وشددت على اهمية “التواصل داخل العائلة، واكساب ثقة الشاب في نفسه، وتكثيف المراقبة والاحاطة في الاسرة وداخل المؤسسات التربوية بالمختصين”.
كما تم خلال التظاهرة “تسليط الضوء على ظاهرة عبادة الشيطان من الناحية التاريخية وتطورها وابرز الطقوس والممارسات وعلاقتها بموسيقى الميتال والروك والبلاك وبالانتحار”.
من جهة اخرى، ابدى الشباب الذي واكب التظاهرة، معرفة دقيقة بالظاهرة التى اعتبر انها “يمكن ان تهدد البعض من الشباب الذي يجد نفسه منساقا الى سلوكيات وممارسات عن غير وعي منه”، واوصى المشاركون بضرورة “تفعيل دور العائلة والمؤسسات التربوية، وايجاد مقاربة مشتركة لوقاية الشباب من كل الظواهر الدخيلة وتطوير الخطاب الديني بتدعيم المساجد بالاطارات الدينية الكفاة”.