استقبل وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي اليوم الثلاثاء عددا من ضيوف الندوة الدولية للاستثمار في تونس 2020، وهم ممثلو الحكومة الاتحادية الألمانية والحكومة الصينية والمفوض الأوروبي لشؤون التوسعة وسياسة الجوار، بدار الضيافة بقرطاج.
وأكد الجهيناوي، خلال لقاءاته، وفق بلاغ لوزارة الخارجية، الحرص على تهيئة الأسباب الكفيلة بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة خلال المؤتمر من خلال الإتفاق على إرساء آلية متابعة بالتنسيق مع الدول والأطراف الرئيسية الداعمة له تجتمع سنويا في مناسبتين.
يواكيم روكر، الممثل الخاص للحكومة الاتحادية المكلف بالشراكة من أجل الاستقرار في الشرق الأوسط ورئيس الوفد الألماني المشارك في المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد والاستثمار، جدد خلال لقائه بالجهيناوي التأكيد على تواصل دعم بلاده لتونس ومرافقة عملية الانتقال الديمقراطي، وتشجيعها على إنجاز المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية والتشغيلية العالية وخاصة في المجال الصناعي.
وأضاف أن الظرف الحالي الذي تمر به البلاد هو الوقت الأنسب لمساعدتها وتكثيف التعاون الثنائي وخلق مجالات جديدة للاستثمار والشراكة.
وأكد وزير الخارجية خلال هذا اللقاء أن تونس تتطلع من خلال هذا الموعد السياسي والاقتصادي الذي يمثل انطلاقة جديدة لمسار إعادة النهوض الاقتصادي، إلى استعادة موقعها على الخارطة الدولية للاستثمار، بفضل ما حققته من إصلاحات قطاعية وهيكلية عميقة شملت كل المجالات.
وتطرق الطرفان أيضا إلى عدد من القضايا الإقليمة والدولية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة الوضع في سوريا وليبيا. وجدد الوزير، في هذا الصدد التأكيد على موقف تونس الداعم لإيجاد حلول سلمية لأزمتي البلدين بانتهاج الحوار بين كل الأطراف.
أما الممثلة الخاصة للحكومة الصينية للشؤون الإفريقية، كسو جينغو، التي تترأس وفد بلادها المشارك في ندوة الاستثمار فقد أكدت خلال لقائها بالجهيناوي أن القيادة السياسية الصينية تولي بدورها أهمية بالغة للندوة الدولية للاستثمار وتعتبر تونس شريكا متميزا، لافتة إلى أن تضاعف المبادلات بين البلدين خلال للسنوات الأخيرة دليل على عمق الروابط القائمة بينهما.
كما أكدت تطلع وزير الخارجية الصيني إلى استقبال وزير خارجية تونس في أقرب الأوقات لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين، وسلمته في هذا الإطار رسالة خطية من نظيره الصيني تتعلق بالعلاقات الثنائية وبمؤتمر تونس 2020.
ونوه وزير الخارجية بمتانة روابط الصداقة بين البلدين وبوقوف الصين المتواصل إلى جانب تونس وخصوصا خلال السنوات الأخيرة، مبرزا تنوع المشاريع الصينية وفي تونس واستجابتها لأولويات البلاد ولحاجيات التونسيين.
وذكر في هذا الإطار بالزيارة التي أداها وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى تونس في شهر ماي الفارط، والتي ساهمت في إعطاء دفع قوي لعلاقات التعاون الثنائي، وفق بلاغ الخارجية.
أما المفوض الأوروبي لشؤون التوسعة وسياسة الجوار، يوهانس هان، ممثل الأتحاد الأوروبي في المؤتمر الدولي لدعم الاستثمار، فقد أبرز متانة علاقات تونس بالاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن البلاد تتمتع بالأولوية في سياسة التوسعة الأوروبي التي تشمل بلدان الشرق والجنوب.
ولاحظ نجاح مؤتمر الاستثمار منوها بما سجله من نتائج واعدة، ومؤكدا أن الاتحاد سيواصل دعم تونس في المرحلة القادمة من خلال تمويل عدد من المشاريع المطروحة خلال المخطط التنموي 2016-2020.
وجدد الجهيناوي التأكيد على تطلع تونس إلى دعم أكبر من هذا الفضاء الذي يعد ” الشريك الأول لتونس في كل المجالات”، بما يمكن من مواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية التي تمر بها البلاد خلال هذه المرحلة.
وذكر بأن الهدف الأساسي من مؤتمر دعم الاقتصاد والاستثمار هو تمكين تونس من استعادة موقعها على الخارطة الدولية كوجهة استثمارية جاذبة، للنهوض باقتصادها ودعم ما حققته من نجاحات سياسية وتثبيت تجربتها الديمقراطية الناشئة، وتوجيه رسالة قوية إلى كل بلدان العالم ببداية تعافي اقتصادها وقدرته التنافسية المتصاعدة بفضل ما قامت به من إصلاحات طالت كل المجالات.
كما تطرق اللقاء مع المسؤول الأوروبي إلى آخر الاستعدادات للزيارة التي سيؤديها رئيس الجمهورية إلى بروكسال يومي 30 نوفمبر و01 ديسمبر 2016 بمناسبة قمة تونس-الاتحاد الأوروبي.