تشارك تونس بستة أفلام في الدورة 13 لمهرجان دبي السينمائي التي تلتئم من 7 إلى 14 ديسمبر 2016 بمدينة جميرا في إمارة دبي، أين يلتقي الآلاف من عشاق السينما وصنّاعها من مخرجين ومنتجين ومؤلفين وخبراء، لمشاهدة أحدث إنتاجات السينما العربية والعالمية.
وينافس شريطان تونسيان طويلان على جائزة “المهر الطويل” وهما “نحبك هادي” للمخرج محمد بن عطية والمنتجة درة بوشوشة، و”جسد غريب” للمخرجة رجا العماري بإنتاج مشترك تونسي فرنسي لكل من درة بوشوشة ودومينيك باسنيار. ويقدم “جسد غريب” للجمهور في عرضه الأول في الشرق الأوسط وشمال افريقيا يوم السبت 10 ديسمبر الجاري.
هذا الفيلم الذي يدوم 92 دقيقة ينتمي إلى فئة الدراما ويروي قصة “سامية”، مهاجرة تونسية بطريقة غير شرعية تقيم في فرنسا. يسكنها هاجس ملاحقة الأخ المتشدد لها. في البداية تجد مأوى عند أحد معارفها السابقين في القرية لتلجأ بعد ذلك إلى ربة عملها “ليلى”. بين هذه الشخصيات الثلاث، ترفع الرغبة والخوف من حدّة التوتر.
شريط “نحبك هادي” الذي سيعرض يوم الاثنين 12 ديسمبر ينافس بدوره على جائزة المهر الطويل التي تعد جزءاً أصيلاً من المهرجان، وتهدف إلى تكريم ودعم المواهب وصناعة السينما في المنطقة العربية. وشارك في إنتاج الشريط إلى جانب تونس كل من بلجيكا والإمارات العربية المتحدة وقطر وفرنسا.
“نحبك هادي” شريط درامي يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ويقدم قصة شاب عادي يدعى “هادي” يتسم بقلة الكلام والهدوء في رد الفعل. هذا الشاب لا ينتظر من الحياة شيئا يذكر ولا يبالي بما يحيط به. يترك لأمه المتسلطة شؤون تنظيم زواجه من “خديجة” ولكن تشاء الأقدار أن يتعرف في مدينة المهدية الساحلية على “ريم” فتاة متحررة فينجذب إليها ويأخذه العشق الناشئ إلى خوض تجربة عاطفية تجعله يثور نوعا ما على واقعه.
أما في ما يتعلق بجائزة “المهر القصير” فيدخل السباق كل من شريط “خلينا هكا خير” لمهدي البرصاوي الذي سيعرض يوم الأحد 11 ديسمبر الحالي و”علوش” للمحرج لطفي عاشور الذي سيعرض في نفس اليوم وكذلك الشأن بالنسبة لفيلم “… والباقي هو من عمل الإنسان” الفيلم الأول، روائي يدوم حوالي 19 دقيقة ويعرض لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
أحداث الشريط تدور حول جد تكاثرت عليه الأمراض. يقتاده أبناؤه من بيت إلى آخر، إلى أن يستقر به المقام عند ابنته، لقضاء بضعة أيّام، حيث تنتظره محنة أخرى…
ويجسد أدوار الفيلم كل من نوري بو زيد ويوسف مرابط وسوسن معالج
الفيلم القصير الثاني الذي يحمل عنوان “علوش” يجمع بين الكوميديا والدراما ويعرض هو الآخر لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي.
مدة العرض تناهز 15 دقيقة يتم خلالها تقديم قصة رجل عجوز يقود صحبة حفيدته شاحنة متهالكة على متنها خرفان للبيع. تسير الشاحنة على طريق في الصحراء التونسية ليستوقفها عونا حرس ويقترحان على السائق ومرافقته عرضا غريبا مقابل السماح لهما بمواصلة الطريق….
“…والباقي، هو من عمل الإنسان” للمخرجة درية عاشور، هو الشريط التونسي الثالث الذي يشارك في مسابقة “المهر القصير” ليقدم في 14 دقيقة حكاية أيمن، شاب تونسي يعثر بعد عبوره البحر الأبيض المتوسط ووصوله إلى مرسيليا على أخته بعد فراق دام عشرين عاما. ويستأثر مهرجان دبي بالعرض الأول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لهذا الشريط الذي اشتركت في إنتاجه تونس وفرنسا.
ويعتبر يوم الأحد 11 ديسمبر يوم السينما التونسية بامتياز في هذا المهرجان الدولي الذائع الصيت، إذ سيكون عشاق الفن السابع على موعد مع عرض شريط “زينب تكره الثلج” للمخرجة كوثر بن هنية الذي توج بالتانيت الذهبي للدورة السابعة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية وهي الجائزة الكبرى لهذه التظاهرة العريقة.
هذا الشريط الوثائقي الطويل الذي تستغرق مدة عرضه 95 دقيقة، يقدم ضمن برنامج “ليال عربية” التي يتم تنظيمها في إطار فعاليات مهرجان دبي السينمائي.
وقد ساهم في إنتاج الفيلم كل من تونس وفرنسا وقطر ولبنان والإمارات العربية المتحدة. وتدور أحداث الشريط حول الحياة الجديدة للطفلة زينب ذات التسعة أعوام ووالدتها، مع رجل كانت الأم قد أحبته قبل أن تتزوج من والد الفتاة، الذي توفى إثر حادث. قيل لزينب إنها ستتمكّن أخيراً من رؤية الثلج، عندما تتزوج الأم وتتحول للإقامة في كندا، ولكنها لا ترغب في أي شيء له علاقة بهذا البلد الجديد، مؤكدة أنها “تكره الثلج”. يغطي الفيلم ستة أعوام من حياة فتاة تونسية مهاجرة، ذات شخصية جذابة، وحياتها العائلية المتغيّرة.