“أي مستقبل للعلاقات التونسية الأمريكية بعد انتخاب ترامب ” ذلك هو موضوع المائدة المستديرة التي نظمتها مساء الخميس بضفاف البحيرة مجلة “ليدرز ” بالتعاون مع المجلس الأطلسي من خلال مركز الحريري للشرق الأوسط،، بمشاركة شخصيات سياسة واقتصادية وأمنية وإعلامية.
وفي مداخلته من واشنطن عبر “سكايب” استبعد ، المحلل السياسي في المجلس الأطلسي كريم مزران أن تكون منطقة المغرب العربي ومن بينها تونس ضمن أولويات الإدارة الأمريكية القادمة برئاسة دوانلد ترامب سيما وأن ترامب ” لم يأت على ذكرها خلال حملته الانتخابية ، إلا في ما يتعلق بمحاربة التنظيمات الإرهابية في ليبيا أو دعم الحلفاء الأوروبيين هناك ” وفق تقديره.
ويرى مزران عن أن الإدارة الأمريكية القادمة ستسعى لتعزيز علاقاتها بتونس خاصة في المجالين الأمني والعسكري ودعم هذين المؤسستين، من دون التخلي عن مواصلة معاضدة جهود تونس في ما يتعلق بدعم الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني، لكن بشكل اقل مما كانت عليه الادارة الأمريكية السابقة برئاسة بارك أوباما”.
من ناحيته بين وزير الخارجية الأسبق احمد ونيس أن الحكومة التونسية الحالية مطالبة بحسن التموقع مع توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة التي لديها موقف معادي من الإسلام والمسلمين وفق تعبيره ، قائلا “أن تونس لديها إرث سلبي خطير الأبعاد من زمن حكم الترويكا باعتبارها ” زودت الواجهة الارهابية لبؤر التوتر بآلاف المقاتلين” وفق تعبيره.
وأضاف أن على تونس اليوم التخلص من هذه الصورة السلبية وأن تسعى جاهدة إلى محو الخلط بين الإسلام المزيف والإسلام التونسي الحقيقي المتسامح، وألا تخسر صفة الحليف المتميز اللاعضو في الناتو، التي حصلت عليها منذ سنتين.
. وتطرق محافظ البنك المركزي الأسبق مصطفى كمال النابلي، إلى انعكاسات فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية ، ملاحظا أن العلاقات التونسية الأمريكية منذ الثورة اتسمت بدعم الإدارة أوباما للمسار الديمقراطي على المستويين المالي والسياسي، أمر لا يجب أن تعول تونس على تواصله في عهد الرئيس ترامب، عير أنه لم يستثن تواصل الدعم العسكري والأمني.
وقال النابلي أن توجهات ترامب الاقتصادية على المستوى العالمي، المتسمة خصوصا بالتركيز على الحمائية الاقتصادية ومعاداة كل ما هو حرية تجارة واستثمار خارجي، لن تكون ملائمة لتونس وطموحها للحصول على الدعم المالي العالمي، مؤكدا ان إدارة ترامب لن تعمل على دعم الاستثمار الأمريكي في تونس ، أو إقامة منطقة للتبادل الحر بين الجانبين ، وهو ما يمثل رسائل سلبية بخصوص أفاق التنمية لا يجب على تونس ألا تقلل من خطورتها.
وتراوحت تدخلات المشاركين في الندوة بين المتخوف من الأثار والانعاكاسات السلبية لخيارات الرئيس الأمريكي الجديد، في المجالات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية وبين من لم يحسم أمره ويفضل انتظار ان توضع توجهات ترامب حيز التنفيذ، مع التأكيد في نفس الوقت على ضرورة ان تكون الدبلوماسية التونسية جاهزة في هذا الاتجاه حتى تحافظ على المكاسب التي تحققت في العلاقات التونسية الأمريكية على مر السنين.