أكد الدكتور الهاشمي الوزير مدير عام معهد باستور أن الوثائقي الذي نشرته قناة الجزيرة الوثائقية بعنوان “هل يصنع القتلة الدواء” حول مرض اللشمانيا الجلدية، فيه الكثير من الكذب والمغالطات في حق المعهد وفي حق تونس مشيرا الى أن هدفه تشويه سمعة المعهد وطبيعة البحوث العلمية المتعلّقة بتطوير دواء ضد اللشمانيا الجلديّة.
وبين الوزير خلال ندوة صحفية عقدها المعهد اليوم الاثنين 19 ديسمبر 2016 أن معهد باستور تعامل في اطار تطوير دواء “اللشمانيا الجلدية” مع مركز بحوث امريكي في صحة “والتر ريد” وهو من اكبر المراكز في العالم ويعمل تحت اشراف وزارة الدفاع الامريكية ولا يوجد اي مانع في اجراء بحوث معه مشيرا الى أن هدف المعهد كان تطوير دواء لمرض موجود في تونس وفي منطقة الشرق الاوسط وافريقيا والعالم.
وأضاف الدكتور الهاشمي الوزير أن الدواء الان في مرحلة التجربة والتجربة لم تحصل في تونس فقد بل حصلت ايضا في بلدان اخرى وهم بصدد انتظار نتيجة المرحلة الثالثة التي الان ماتزال جارية في كولمبيا حيث سيتم تسجيل الدواء.
وفي السياق ذاته اوضح ان المعهد يسعى الى تصنيع هذا الدواء في تونس لتلبية حاجيتنا الداخلية وايضا حاجيات العالم ويكون بذلك بالاضافة الى تطوير دواء اللشمانيا قد شارك ايضا في التطور الاقتصادي للبلاد.
وبخصوص حصول المشاركين في التجارب على مبلغ قيمته 50 دينارا بين المصدر ذاته أن القانون الجاري به العمل يسمح فقط بتغطية بعض المصاريف المنجرة مباشرة عن المشاركة في مثل هذه البحوث (مصاريف التنقل وتعويض ساعات العمل..).
وأكد الوزير ان نجاعة الدواء تتراوح بين 79 و83 بالمائة وقد ساهم في علاج العديد من أبناء الجهة مشيرا الى أنه قد تم إحداث مركز دولي للبحوث حول اللشمانيا بسيدي بوزيد وقد زارته وفود أجنبية من نحو 70 دولة.
وبخصوص استغلال القصر في اجراء التجارب لتطوير الدواء شدد المصدر ذاته على أن قانون 1990 يقول “انه لا يمكن استعمال القصر في التجارب ولكن هناك حالات استثنائية وهذه هي التي عمل عليها الباحثون مبرزا أن الاستثنائيات هي عندما يمس المرض تلك الشريحة العمرية التي لا بد من ايجاد علاج لمرضها وهو الحال في مرض لشمانيا الجلدية وفي العالم لا يوجد قانون يمنع تشريك الاطفال في البحوث وفق تعبيره.
وشدد الهاشمي الوزير علة ان المعهد قام في وقت سابق برفع قضية ضد المخرجة التي أعدت الفيلم الوثائقي المسيئ لسمعه معهد باستور كما سيرفع الآن قضية بقناة الجزيرة وثائقي وكل من تداول هذا الخبر الذي يمس بكرامة المعهد.
سمير بوبكر رئيس لجنة الاخلاقيات الطبية بمعهد باستور تونس
وعن حقيقة مشاركة اسرائيل لمعهد باستور في تصنيع الدواء وفق ما جاء في وثائقي “هل يصنع القتلة الدواء” الذي بثته الجزيرة كشف سمير بوبكر رئيس لجنة الاخلاقيات الطبية بمعهد باستور تونس في تصريح للمصدر على هامش الندوة الصحفية ان اسرائيل كدولة لم تشارك في البحث وانما مخبر اسرائيلي يتعامل معه مركز “والتر ريد” هو الذي كلفه بعد مناقصة بتصنيع كمية معينة من الدواء وفق الموصفات المتفق عليها وعند الانتهاء من البحث يقف التصنيع مشددا على ان الدواء ليس لشركة “TEVA” الاسرائلية بتاتا.
وأكد أن المرهم المطور لم يسجل بعد تحت اسم أي مختبر وبالتالي ما أورده الفيلم الوثائقي على قناة الجزيرة بهذا الخصوص خاطئ أيضا، على حدّ تعبيره.
وشدد المصدر ذاته على أن معهد باستور تأكد من مطابقة كل هذه العينات لمعايير الجودة والسلامة عن طريق مخبر مؤهل بفرنسا قبل استعمالها.
وكانت قناة الجزيرة وثائقي قد بثت أول أمس فيلم استقصائي بعنوان “هل يصنع القتلة الدواء؟” وهو للمخرجة التونسية إيمان بن حسين، ويتهم الفيلم مسؤولين بـ”استغلال أطفال تونسيين كفئران تجارب لتصنيع دواء لصالح جنود أميركيين”.