اعتبرت رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة، سهام بن سدرين، أن “الأطراف الرافضة لمسار العدالة الإنتقالية ولمسار عمل الهيئة، برهنوا على أنهم ينتمون للمنظومة القديمة ويرغبون في الإستمرار في الإنتهاكات وتوظيف أجهزة الدولة لخدمة أغراض ضيقة”.
وفي تصريح إعلامي، على هامش الندوة الدولية التي انتظمت اليوم الإثنين، تحت عنوان “تركيز الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب في تونس .. التحديات الراهنة والممارسات الجيدة”، قالت بن سدرين: “إن الإنتقادات الموجهة لهيئة الحقيقة والكرامة، لا تعد هامة مقارنة بالسند الشعبي للهيئة التي باتت تستمد قوتها من الرأي العام التونسي والدفع الذي يقدمه لها”.
وحول ارتباط عمل هيئة الحقيقة والكرامة بالهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب، بينت بن سدرين أن “دور هيئة الحقيقة والكرامة يتمثل في تحديد المسؤوليات ومعاينة الإنتهاكات وتفكيك المنظومة التي أنتجت الإستبداد، فيما يكمن دور هيئة الوقاية من التعذيب في الإنطلاق من هذا العمل للقيام بدورها الوقائي والتأكد من إصلاح المؤسسات ومحاسبة ومساءلة مرتكبي جرائم التعذيب، للحيلولة دون خرق القانون والقيام بانتهاكات ضد الإنسانية مجددا”.
وأشارت إلى أهمية أن تعاضد جميع الهيئات في تونس، هيئة الوقاية من التعذيب، حتى تحقق أهدافها، ملاحظة أن أجهزة الدولة لم تمكن هذه الهيئة من وسائل العمل، لتقوم بدورها على أكمل وجه.
وفي هذا الصدد ذكرت سهام بن سدرين، بأنه تم إحداث “منتدى للهيئات المستقلة”، يضم الهيئة الوقتية للقضاء العدلي التي سيحل محلها المجلس الأعلى للقضاء والهيئة العليا المستقلة للإنتخابات وهيئة الإتصال السمعي البصري والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وهيئة الوقاية من التعذيب، موضحة أن هذا المنتدى سيجتمع بصفة دورية للخوض في المسائل المرتبطة بمجال عملها. كما شددت على ضرورة أن توفر الدولة لتلك الهيئات، الإمكانيات التي ينص عليها الدستور التونسي، “لتمكينها من القيام بوظائفها، في كنف الإستقلالية”.