قال وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي، اليوم الاثنين في القاهرة، إن تثبيت وقف إطلاق النار في “حلب” السورية يعد مدخلا ضروريا لتهيئة الظروف الملائمة لاستئناف الحوار والتفاوض بين جميع الأطراف للتوصل إلى حل سياسي، باعتباره السبيل الوحيد الكفيل بإعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا.
وشدد الجهيناوي، في كلمة ألقاها في الاجتماع الطارئ في القاهرة لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بدعوة من الكويت حول “تطورات الوضع في سوريا والأوضاع المأساوية في مدينة حلب”، على أنّ استمرار الوضع المتردّي في عموم سوريا وفي حلب تحديدا، وما ينجرّ عنه من مآس إنسانية، “يشكّل خطورة بالغة على الأمن القومي العربي وعلى مقومات الاستقرار في المنطقة”.
وشدد الوزير خلال الاجتماع الذي حضره الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط وعدد من وزراء الخارجية العرب، على ضرورة العمل الجاد لتدارك ضعف الدور العربي وتفعيل دور الجامعة العربية في معالجة الأزمة السورية، والعمل على إنقاذ هذا البلد وحماية شعبه.
وعبر الجهيناوي، الذي يرأس حاليا مجلس وزراء الخارجية العرب، عن الانشغال البالغ والأسى الكبير لما آلت إليه الأوضاع في سوريا، معربا في هذا الإطار عن ترحيب تونس بنجاح مجلس الأمن الدولي اليوم بالإجماع، في إصدار القرار رقم 2328، بشأن نشر مراقبين أمميين لعمليات إجلاء وحماية المدنيين والمقاتلين من حلب، وبكل المساعي الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار.
وأكد أيضا على أهمية تضافر جهود جميع الأطراف وعلى ضرورة تحمّل المجتمع الدولي لمسؤولياته في تأمين حماية المدنيين والإسراع في معالجة الأوضاع الإنسانية المتردّية لوضع حدّ للمعاناة المتواصلة للسوريين مع ضرورة المحافظة على سوريا موحّدة ومستقرة.
من جهة أخرى دعا الجهيناوي إلى وقفة موحّدة للمساهمة الفاعلة مع بقية الأطراف الدولية في دفع مسار التّسوية السياسية ودعمها، لاسيما وأنّ الخيار العسكري زاد الوضع تعقيدا وعمّق معاناة الشعب السوري، كما فسح المجال أمام التمدّد الخطير للتنظيمات الإرهابية التي ما فتئت تستهدف الأمن والاستقرار، ليس في سوريا فقط بل وفي كل المنطقة.
وجدّد وزير الخارجية التعبير عن الإدانة الشديدة للأعمال الإرهابية ولكل أشكال العدوان على الشعب السوري، مشددا على أهمية تحمّل المجموعة الدولية مسؤولياتها في الضغط من أجل التسريع بفرض وقف دائم للعمليات العسكرية والعمل على فتح ممرات إنسانية آمنة، لإغاثة المدنيين المحاصرين.