” مدرسة الفرصة الثانية” هو شعار الحملة الوطنية الثانية للمدرسة تستعيد أبناءها التي تنجز بالتعاون مع منظمة “اليونسيف” والتي تم إطلاقها بعد ظهر اليوم من الحمامات في اختتام أعمال ملتقى وطني اهتم بسبل إنجاح الحملة وتطويرها إلى برنامج وطني تشارك فيه كل الوزارات ومكونات المجتمع المدني.
وتم، في اطار هذا الملتقى، بالخصوص، عرض نتائج دراسة ميدانية حول أسباب الانقطاع المدرسي، والكشف عن الومضة التوعوية التي سينطلق عرضها بالقنوات التلفزية التونسية بداية من يوم غد الجمعة 23 ديسمبر للتحسيس باهمية التصدي للانقطاع المدرسي.
ووصف وزير التربية، ناجي جلول، بالمناسبة، الانقطاع المدرسي ب”الشئ المخجل” وب”وصمة العار” التي يتعين أن نصارح بها أنفسنا، مشيرا إلى أن حوالي 100 ألف تلميذ ينقطعون عن الدراسة سنويا، وهو ما يستدعي، بحسب قوله، “وقفة وطنية ومجتمعية للتصدي لهذا التيار، ولإيجاد أنجع الحلول لهذه المعضلة” باعتبار أن المنقطعين هم عرضة لكل أشكال الانحراف”.
وأفاد جلول أنه، تم التوصل خلال السنة الفارطة، إلى استعادة قرابة 15 ألف تلميذ من مجموع 106 الاف منقطع عن الدراسة، وهو رقم ضعيف، بحسب الوزير، ما يستدعي تطوير آليات العمل لاسترجاع أكبر عدد ممكن منهم.
وقال إن الظرف ملائم حاليا للقيام بهذا العمل خصوصا في ظل ما توفره منظمة “اليونسيف” وكذلك عديد الدول الاخرى، من دعم هام لبرنامج المدرسة تستعيد أبناءها، وللبرنامج الوطني “مدرسة الفرصة الثانية”.
ويهدف برنامج ” مدرسة الفرصة الثانية” الذي الذي ستنطلق الوزارة في تنفيذه بداية من يوم غد الجمعة، وفق ما بينه جلول، أساسا إلى القضاء نهائيا على ظاهرة الانقطاع المدرسي، وهو يشمل جملة من التدخلات على مستوى برمجة المحتوى بتوفير تعليم استدراكي ومشخص يراعي خصوصيات المنقطعين، وباختيار المدارس التقنية لتكون الفضاء الملائم لاعادة إدماجهم والعمل على إلحاقهم، إما بالمسار التعليمي التقليدي، أو تهيئتهم للالتحاق بمراكز التكوين المهني.
وسيعمل هذا البرنامج، الذي يتواصل تطويره بالتنسيق مع عدة وزارات، على استعادة آلاف التلاميذ، وهو يحتاج، بحسب ما أكده الوزير إلى مدربين مختصين، وتقنيين، يمكن توفيرهم عبر الانفتاح على المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وقال إنه سيتم التركيز على العمل الميداني، وذلك بالتنسيق مع العمد، والمرشدين الاجتماعيين، بما يمكن من ملامسة أكبر عدد ممكن من المنقطعين الذين سيتم استقبالهم في مراكز متخصصة جهوية للانصات لهم والتعرف على احتياجاتهم وإعادة توجيههم الى المدرسة.
من جهتها، أشارت ممثلة “اليونسيف” بتونس، ليلا بيتيرز، إلى أن مشاركة المنظمة في برنامج المدرسة تستعيد أبناءها هو تاكيد للحرص على مساعدة تونس في رعاية الاطفال وإعادة الامل لهم في المستقبل، مبرزة ضرورة الوعي بأن القضاء على ظاهرة الانقطاع المدرسي هي مسؤولية كل التونسيين.
ولانجاح هذا البرنامج، دعت بيتيرز إلى تطوير آليات بيداغوجية خاصة بالاطفال المستهدفين، وإلى وضع برامج تربوية خاصة بهم تساعد على تحفيزهم للعودة إلى مقاعد الدارسة، إضافة إلى تطوير وعي الاولياء باهمية المسؤولية الملقاة على عاتقهم في تعليم أبنائهم، خاصة وأن الدراسات تبين أن اولياء المنقطعين غالبا ما يقبلون فكرة الانقطاع عن الدراسة وأحيانا يشجعون عليه.
ويشمل تدخل “اليونسيف”، وفق المتدخلة، بالخصوص، توفير الكفاءات والخبرات التونسية والدولية لتطوير البرنامج، والمساهمة في العمل التوعوي من خلال إنجاز الدراسات الميدانية لتشخيص الواقع، وإنجاز الحملات التوعوية والحملات الاتصالية على غرار ما ينجز مع وكالة تونس افريقيا للانباء للتعريف بالبرامج التي تستهدف الطفولة وإعادتها الى مقاعد الدراسة على أوسع نطاق.