نقلت وسائل اعلام غربية أن الاستخبارات الألمانية كانت قد التقطت وسجلت كلاماً لمنفذ هجوم برلين الأخير، أنيس العامري، يتوعد فيه بعملية انتحارية، وذلك قبل أيام قليلة من تنفيذه الهجوم ضد متسوقين في العاصمة برلين، لكن السلطات رغم ذلك لم تقم باعتقاله ولا توقيفه ولا مساءلته.
وكان العماري البالغ من العمر 24 عاماً قُتل صباح الجمعة برصاص الشرطة الإيطالية عندما حاولت إيقافه في مدينة ميلانو شمالي البلاد، وذلك بعد أن أمضى عدة أيام فاراً، وتحول إلى المطلوب الأول في أوروبا، وذلك بعد أيام من تنفيذه هجوماً بشاحنة مسروقة استهدف متسوقين في برلين، وأدى إلى مقتل 12 شخصاً، وإصابة نحو 50 آخرين بجروح.
وبحسب ما كشفت جريدة “التايمز” البريطانية، فإن العماري، وهو مهاجر تونسي يبلغ من العمر 24 عاماً، كان قد سُمع يبدي استعداده لتنفيذ “مهمة انتحارية”، وتمكنت أجهزة الاستخبارات الألمانية من تسجيل كلامه في أحد المساجد قبل أيام قليلة من تنفيذ الهجوم لكنها لم تتحرك باتجاهه مطلقاً.
كما يتبين من وسائل إعلام ألمانية أيضاً أن الشاب التقطته كاميرا مراقبة وهو في مسجد ببرلين بعد ساعات قليلة من تنفيذ العملية الإرهابية، حيث شوهد أمام مسجد “هايكرت” في برلين الذي يبعد نحو 5 كليومترات فقط عن مكان تنفيذ عملية الدهس عند نحو الساعة الرابعة مساء من يوم الثلاثاء الماضي، أي بعد 8 ساعات فقط على ارتكاب المجزرة، لكن أجهزة الأمن لم تتمكن أيضاً من إلقاء القبض عليه أو ملاحقته، وهو ما اعتبرته العديد من وسائل الإعلام في ألمانيا فشلاً ذريعاً.
وقالت مجلة “دير شبيغل” الألمانية، إن السلطات وأجهزة الاستخبارات لم تقم باعتقال العماري بعد أن سمعته يُبدي رغبته بتنفيذ “مهمة انتحارية”، وذلك لأن “كلامه كان غامضاً”، وأوقفت المراقبة والمتابعة له، وهو ما مكنه من تنفيذ الهجوم على السوق.
وتبين أن العماري أيضاً كان مدرجاً على القائمة الأوروبية للمشتبه بصلتهم بالإرهاب منذ بداية العام الحالي 2016، وهو ما يعني أنه من المفترض خضوعه للمتابعة والمراقبة على مدار الساعة، سواء تحدث عن “مهمة انتحارية” أم لم يتحدث.