ثلاثة أيام قبل انتهاء آجال إتمام إمتحانات السداسي الأول للسنة الدراسية 2016-2017، وجد التلاميذ وأولياؤهم، اليوم الثلاثاء، أنفسهم أمام أبواب مدارس ابتدائية وإعدادية ومعاهد ثانوية موصدة أو شبه مغلقة، دون إعلام مسبق في أغلب الحالات بموعد تأجيل إجراء الامتحانات المبرمجة لهذا اليوم، وذلك بسبب تواصل سلسلة الإضرابات الإقليمية التي ينفذها المعلمون والأساتذة بصفة دورية منذ يوم 15 ديسمبر 2016، والتي شملت اليوم المؤسسات التربوية العمومية بولايات إقليم تونس الكبرى (تونس، أريانة، بن عروس، منوبة).
وقد سادت حالة من الامتعاض في محيط بعض المدارس بمناطق باردو والمنار وبن عروس، التي عاينتها مبعوثة (وات)، واشتكى عدد من الأولياء من ما وصفوه بـ “عدم مراعاة مصلحة التلاميذ، وجعل المنظومة التربوية رهينة تجاذبات لاعلاقة للتلميذ ولالوليه بها”.
وأمام تلك الأبواب الموصدة، ولى الأولياء وأبناؤهم أدراجهم سواء إلى منازلهم أو اضطروا، غير باغين، إلى عطلة بيوم أو التجؤوا إلى إيداع أبنائهم لدى المحاضن المدرسية الواقعة بجوار هذه المؤسسات التربوية، كما عادت الحافلات الخاصة ببعض الحضانات المدرسية طريقها محملة بالتلاميذ الذين جلبتهم على أساس متابعة امتحاناتهم بداية من الساعة الثامنة صباحا.
واعتبر السيد عبد الحميد، ولي لثلاثة تلاميذ بالمدرسة الابتدائية نهج البرتقال أنه ” من غير المعقول أن توصد الأبواب في وجوه التلاميذ أيام الإمتحانات من أجل مشاكل لاعلاقة لهم بها، فما ذنبهم حتى تتراكم امتحانات يومين في يوم واحد، ولماذا يدفع التلميذ ثمن التجاذابات الحاصلة بين الوزارة والنقابات” ، مؤكدا أن “هذه الاضرابات باتت تمس من سمعة التعليم العمومي ومن جودته وتدفع في اتجاه هجر المؤسسات العمومية إلى القطاع الخاص، ومتسائلا “هل من المعقول ابتزاز الأولياء بهكذا ممارسات؟”.
ولفتت السيدة عفاف، والدة تلميذين بالسنتين الخامسة والسادسة ابتدائي بناحية بن عروس، إلى أنه من غير المعقول قطع مسار الامتحانات، وتأجيل تلك المبرمجة لليوم إلى يوم غد الأربعاء، بما يؤدي إلى مراكمتها مع الامتحانات المبرمجة لذلك اليوم.
وأبدت السيدة ليليا، من جهة باردو، استياءها من ما اعتبرته “إجبار للتلاميذ على دفع ثمن المطالب المادية للمعلمين والأساتذة، على حساب امتحاناتهم وتركيزهم”، متسائلة “كيف لابنتي المسجلة بالسنة السادسة ابتدائي أن تجري في يوم واحد بين أربع وخمسة اختبارات، دون إعلام بموعد تأجيل الامتحان سواء ليوم الاربعاء أو الخميس الموافق ليوم 29 ديسمبر 2016 وهو آخر أجل لاجراء اختبارات السداسي الأول”.
وأعربت الولية عن امتعاضها من رفض تمكينها من مقابلة المعلمين لإجابتها عن هذا التساؤل، وذلك “بتعلة أن المعلمين في إضراب ولن يجيبوا عن أي استفسار ولا يمكنهم مقابلة الأولياء”، وفق ما أكده مدير المدرسة.
ويشار إلى أن سلسلة الإضرابات الإقليمة التي ينفذها المعلمون والأساتذة بصفة دورية إلى غاية يوم غد الاربعاء 28 ديسمبر، بكل من ولايات تطاوين وتوزر وقبلي ومدنين وقفصة، تتنزل في اطار تنفيذ قرار الهيئتين الاداريتين القطاعيتين للتعليم الأساسي والثانوي، المنعقدتين في بداية شهر ديسمبر الجاري، لمطالبة سلطة الإشراف بالإيفاء بكل تعهداتها وتمسكهم بصرف كل مستحقاتهم المالية، فضلا عن الاحتجاج على الإجراء القاضي بايقاف الانتدابات في الوظيفة العمومية.