نقابتا التعليم الاساسي والثانوي تعارضان دعوة وزارة التربية لبعث جمعيات الأولياء في كل الاعداديات والمعاهد

أعلنت النقابتان العامتان للتعليم الأساسي والتعليم الثانوي معارضتها لدعوة وزارة التربية لبعث جمعيات للأولياء في كل المدارس الاعدادية والمعاهد، معتبرتين ان هذا القرار “ضرب واضح لمسار الاصلاح التربوي ومس من استقلالية المدرسة العمومية”.

وكانت وزارة التربية أعلنت في بلاغ أصدرته يوم 29 نوفمبر 2016 أنه سيتم قريبا إصدار منشور لتنظيم الحياة المدرسية ومجالس المؤسسات التربوية، موضحة ان قرار إصدار الأمر المنظم للحياة المدرسية الذي يهدف إلى دعم خلايا الإنصات للتلميذ وتشريكه في عملية الإصلاح التربوي، جاء على خلفية التحركات الاحتجاجية الأخيرة للتلاميذ التي عبروا خلالها عن غضبهم من عدم وجود هياكل رسمية لتبيلغ مواقفهم وآرائهم.
وفي هذا الخصوص، قال الكاتب العام المساعد للنقابة العامة للتعليم الثانوي، نجيب السلامي، في تصريح ل(وات) ان “وزير التربية كان دعا إلى إحداث جمعيات الأولياء خلال نشاط نظمه حزبه (نداء تونس) مؤخرا بالمنتسير”، مستهجنا ما اعتبره خلطا بين الوظيفتين الحكومية والحزبية، الهدف منه “استقطاب الأولياء الندائيين للعب دور صلب هذه الجمعيات”، حسب تعبيره.

واعتبر السلامي ان هذه القرارات تعكس الإصرار على توتير المناخ التربوي داخل المدارس والمعاهد، ومحاولة المس من استقلالية المدرسة العمومية، مؤكدا الحرص على مواصلة الدفاع عن المدرسة العمومية المجانية والنأي بها عن كل التجاذبات وحمايتها من “المشاريع المشبوهة التي تستهدفها”.

وقد أكدت النقابة العامة للتعليم الثانوي في بيان تلقت (وات) نسخة منه، انها ليست ضد الدور الذي يلعبه الأولياء في تطوير أداء الرسالة التربوية، معبرة عن خشيتها من ان تتحول جمعية الأولياء إلى مطية لاستهداف دور المربي ودور المجالس المتفق في شأنها.

واعتبرت ان وزارة التربية تواصل استهداف المدرسة العمومية عبر اتخاذ تدابير تمس من استقلاليتها، مشيرة إلى ان الدعوة إلى بعث جمعيات الأولياء تندرج ضمن “تمش خطير يعمل على خلق حالة من الصراع بين ادارة المؤسسات التربوية وهذه الجمعيات التي تزعم تمثيل الأولياء”، وفق نص البيان.

ومن جهته قال الكاتب العام المساعد لنقابة التعليم الاساسي، الطاهر ذاكر، في اتصال هاتفي مع “وات” ان “وزير التربية تجاوز القوانين المنظمة للحياة المدرسية بمنح نفسه صلاحيات ليست من مشمولاته وذلك باقدامه على الدعوة إلى إنشاء جمعيات أولياء التلاميذ وباصدار كتب موجهة للاولياء دون تحديد اهدافها ومقاصدها”، معتبرا ان وراء ذلك “غايات مشبوهة تهدف بالاساس الى إشعال نار الفتنة بين المربين، من جهة، والتلاميذ والاولياء، من جهة اخرى، واستغلال ذلك في المواجهات القائمة بينه وبين النقابة العامة للتعليم الاساسي”، حسب قوله.

وأكدت النقابة العامة للتعليم الاساسي في بيان لها، تجندها الكامل لاسقاط الاجراءات الاخيرة التي اتخذها وزير التربية، دون أي تنسيق أو تشاور مع الطرف النقابي، والمتمثلة خاصة في إصدار مذكرات لاحداث “جمعية اولياء لكل مدرسة” واصدار كتب موجهة للأولياء، داعية مديري المؤسسات التربوية والمربين إلى عدم الانخراط في ذلك “ومنع استخدام المدارس لأي غرض مشبوه”، وفق ذات البيان.

وفي المقابل، طالبت الجمعية التونسية للاولياء والتلاميذ، في بيان تلقت “وات” نسخة منه، بالعمل على ارساء شراكة فعلية وبناءة مع الاولياء، وذلك عبر بعث مجالس المؤسسات التربوية وجمعيات أولياء التلاميذ، بهدف المساهمة في الرفع من أداء المنظومة التربوية، وفق تقديرها.

ودعت الجمعية إلى تضافر كل الجهود من أجل التشجيع على بعث جمعيات أولياء التلاميذ بالمؤسسات التربوية، معتبرة انه “لا نجاح لمشروع التربية في تونس دون مشاركة الولي في إطار قانوني ومنظم”.

وتجدر الإشارة إلى انه لم يتسن ل(وات) الاتصال بمدير الحياة المدرسية بوزارة التربية لتقديم الإيضاحات اللازمة حول قرار بعث جمعيات الأولياء بالمدارس.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.