أثارت تدوينة الناطق الرسمي السابق باسم الحكومة خالد شوكات ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة وأن ما كشفه بشأن تدني المستوى التعليمي لنواب الشعب و مستشاري رئيس الجمهورية يعد فضيحة وطنية.
وكشف شوكات أن سبعة من أعضاء حكومة الشاهد لا يحملون شهائد جامعية وأن 85 بالمائة من النواب دون الباكالوريا.
ومن جهة أخرى أشاد خالد شوكات بالنواب وموظفي الدولة في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وفي ما يلي التدوينة كاملة:
في تونس: ربع مليون عاطل جامعي ووزراء ونواب ومستشارون رئاسيون وقادة حزبيون بلا تأهيل جامعي
خالد شوكات
في بلد نال استقلاله قبل ما يزيد عن ستين عاما.. راهن زعيم حركته الوطنية وباني دولته المستقلة الزعيم الحبيب بورقيبة كما لم يراهن زعيم من قبل على التعليم، وأصبح بذلك نموذجا في العالم النامي يضرب به المثل.. ثورته من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية كانت ثورة فريدة من نوعها، وتجربته في الإنتقال الديمقراطي والحوار الوطني نالت اعلى وسام دولي أهم جائزة عالمية، وكان تفسير كل ذلك يرد إلى المستوى التعليمي لنخبه. قيل في دراسة للدكتور منير الشرفي نشرت قبل سنوات أن وزراء بورقيبة الذين تجاوزوا ال400 في عددهم طيلة ثلاثين عاما من حكمه المديد لم يتجاوز عدد من لا يحمل شهادة جامعية من بينهم أصابع اليد الواحدة، وفي عهد الرئيس بن علي الممتد على 23 عاما لم يختلف الأمر بالنسبة للوزراء، وزاد عليه قانون يحرم من لا يحمل تأهيلا جامعيا من دخول البرلمان وشغل الوظائف العليا للدولة. اليوم، سنة 2017، سبعة أعضاء في الحكومة بلا شهادة جامعية، و 85% من نواب الشعب لم يتجاوزوا البكالوريا، ومن مستشاري رئيس الجمهورية من لم يدرس في الجامعة الا سنة أو سنتين، ناهيك عن قيادات حزبية تصول وتجول في المنابر الإعلامية وتحلل وتبين الحلول للأمة كيف تخرج من أزمتها وهي أقرب في مستواها العلمي للأمية .. أي وضع انحدرت إليه حياتنا السياسية، و إلى من مرجع هذا الانحطاط، ومن يجد مصلحة في الحفاظ عليه…لماذا تراجع أهل الإختصاص والعلماء والخبراء والمفكرون والمثقفون وتقدم الغوغاء والدهماء والباندية.. من الذي غلب السوقة وعديمي الأخلاق على الشرفاء والأخيار .. ومن استقوى بذوي العضلات المفتولة على ذوي العقل والعدل والنزاهة.. وهل بمستطاعنا ربح رهان الحضارة بإهانة التربية والتعليم وترقية اللاتربية واللاتعليم.. أي رسالة نحب توجيهها وأي إشارات نريد إرسالها لأجيال المستقبل.. وللعالم.