تتأهب كرة اليد التونسية لكتابة فصل جديد في تاريخ مشاركاتها الدولية عندما يخوض المنتخب الوطني من 11 الى 29 جانفي الجاري منافسات النسخة الخامسة والعشرين لبطولة العالم التي تستضيفها فرنسا ضمن المجموعة الثانية الى جانب منتخبات اسبانيا وسلوفينيا ومقدونيا وايسلندا وانغولا.
وبين ماض يزخر بالعديد من الانجازات القارية مرفوقا ببعض الومضات الدولية المضيئة وحاضر اقل شأنا بعد التنازل عن الزعامة الافريقية والاكتفاء بمجرد الحضور في كبرى المواعيد العالمية، سيكون المنتخب التونسي امام حتمية استعادة جانب على الاقل من سمعته الدولية كاحد ابرز المنتخبات الافريقية على الاطلاق بسجله القياسي من حيث التتويجات القارية (9 القاب سنوات 1974 و76 و79 و94 و98 و2002 و2006 و2010 و2012) ومكانته العالمية التي افتقدها منذ ملحمة مونديال 2005 على ارض تونس عندما احرز المركز الرابع.
وهي افضل نتيجة يحرزها المنتخب التونسي في تاريخ المسابقة ليرتقي بذلك الى مستوى الانجاز الذي سبقه اليه منتخب مصر سنة 2001.
فبعد المشاركة المتواضعة في المونديال الاخير، حيث تراجع المنتخب الوطني من المركز 11 في مونديال اسبانيا 2013 الى المركز 13 في قطر تاكد هذا التشخيص خلال الاولمبياد عندما نزل من المركز ال 8 عام 2012 بلندن الى المركز 12 الاخير بريو دي جانيرو.
ولكن الفرصة تبقى سانحة امام ابناء المدرب “حافظ الزوابي” لوقف نزيف الخيبات في ظل تواجدهم ضمن مجموعة تبدو “متوازنة” حسب عديد الفنيين بما يخول لهم المراهنة على احدى المراتب الاربع الاولى المؤهلة الى الدور ثمن النهائي.
وإذا كانت التجربة والخبرة تعوز بعض العناصر الشابة التي التحقت بالمنتخب فضلا عن تخلف الحارس مروان مقايز في اخر لحظة بسبب الاصابة فان مواصلة التعويل على المخضرم عصام تاج اللاعب الوحيد ضمن المجموعة الحالية الذي لعب مع جيل 2005 بالخصوص واسامة البوغانمي افضل هداف في المباراتين الوديتين الاخيرتين امام كرواتيا (9 اهداف) ومونتنيغرو (12 هدفا) سيعطي شحنة هامة للاعبين بما من شانه ان يدعم الروح المعنوية للاعبين ويدفعهم الى بذل قصارى جهدهم من اجل رفع التحدي وكسب الرهان.
ويرى الفنيون ان المرور الى الدور الثاني يبقى امرا ممكنا فباستثناء اسبانيا ذات التقاليد العريقة والسجل الحافل بتتويجين عالميين عامي 2005 و2013 وبدرجة اقل سلوفينيا صاحبة المركز الرابع في مونديال 2013 تبقى حظوظ المنتخب التونسي امام بقية المنتخبات وهي ايسلندا ومقدونيا وانغولا قائمة في تحقيق الفوز والمنافسة على المركز الثالث.
Ecrivez un message..وكان المنتخب التونسي قد شرع في التحضير لهذا الموعد الهام منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي باجراء تربص اعدادي بتونس خاض خلاله مباراتين وديتين امام المنتخب المصري بصفاقس وجمال انهزم في الاولى 19-24 فيما تعادل في الثانية 28-28.
وتواصلت التحضيرات على نسق تصاعدي وشكل تربص اسبانيا الذي اقيم نهاية شهر ديسمبر فرصة هامة للاطار الفني لمزيد الوقوف على درجة جاهزية اللاعبين ومستوى حضورهم البدني خاصة في اعقاب المواجهتين الوديتين امام منتخب الباسك والفوز بنتيجتي 28-25 و24-21.
وبعد العودة الى تونس وضبط قائمة اللاعبين الذين سيشاركون في المونديال دخلت التحضيرات منعرجها الاخير من خلال القيام بتربص ثالث بداية من 2 جانفي الجاري بمدينة الحمامات شهد بالخصوص انضمام الثنائي وائل جلوز وعصام تاج قبل التحول مجددا الى اوروبا وبالتحديد الى كرواتيا حيث اجرى المنتخب مقابلتين وديتين مع منتخبي مونتنيغرو (31-31) وكرواتيا (30-35).
واوضح المدرب الوطني حافظ الزوابي في تصريح لمبعوثة “وات” الخاصة ان “المنتخب التونسي مستعد لخوض المونديال بكل عزيمة وثبات وهو ينشد المرور الى الدور الثاني ” مبينا ان “العناصر الوطنية قادرة على بلوغ هذا الهدف رغم صعوبة المهمة لكننا سنضع كل امكانياتنا في الميزان من اجل الدفاع عن حظوظنا”.
وبخصوص المجموعة التي ينتمي اليها نسور قرطاج افاد الزوابي ان “المجموعة الثانية تعتبر مجموعة متوازنة جدا باستثناء انغولا التي تعتبر “الحلقة الاضعف وكل المنتخبات الاخرى منتخبات قوية ولها وزنها وهي مرشحة للتاهل الى الدور الثاني مستدركا ولكننا سندخل المونديال بعزيمة قوية وسنعمل على الفوز بمباراتنا الاولى امام مقدونيا لتحقيق انطلاقة طيبة وكسب الثقة في النفس سيما وان اللاعبين يحملون فكرة واسعة على هذا المنافس الذي سبق لنا الفوز عليه خلال دورة الملحق التاهيلي الاخيرة بمدينة غدانسك البولونية خلال شهر افريل المنقضي وهو ما مكننا من الترشح الى اولمبياد ريو دي جانيرو.”
وافاد لاعب الجيش القطري المخضرم عصام تاج ان “المنتخب التونسي سيعمل على تقديم وجه مشرف من اجل ضمان التاهل الى الدور الثاني وانهاء الدور الاول في مرتبة متقدمة”.
واضاف ان “المهمة لن تكون سهلة بالمرة نظرا لوجود 4 منتخبات اوروبية قوية في المجموعة. نحن مطالبون حتما بالفوز في مباراتنا على مقدونيا باعتبارها مفتاح المرور الى الدور الثاني لمواصلة بقية المشوار بمعنويات مرتفعة وباقل ضغوطات وحتى نتجنب كذلك الدخول في منطق الحسابات”.
وتابع ” المنتخب يحدوه عزم كبير على كسب الرهان ووجود عناصر شابة حتى وان كانت تنقصها الخبرة بمثل هذه المنافسات الدولية ستعطي المجموعة نفسا وروحا جديدة .
ومن جهته اشار اللاعب جهاد جاب الله ان “هذه المشاركة هي الاولى لي في المونديال. امل ان اكون في مستوى الثقة التي وضعها في المدرب الوطني. ساعمل انا وزملائي على تقديم وجه طيب و لن ندخر أي جهد من اجل تشريف الرياضة التونسية وتمثيل بلادنا احسن تمثيل”.
ويستهل المنتخب التونسي مشاركته في المونديال الفرنسي بملاقاة نظيره المقدوني غدا الخميس على الساعة 17:45 بقاعة “ارين” بمدينة ماتز..
وفي ما يلي قائمة المنتخب التونسي
حراس المرمى : مكرم الميساوي و مروان السوسي
جناح أيسر : أسامة البوغانمي
ظهير أيسر : وائل جلوز، مصباح الصانعي، اسكندر زايد وخالد الحاج يوسف
منسق : صبحي سعيد و محمد السوسي
لاعب دائرة : عصام تاج، مروان شويرف و جهاد جاب الله
ظهير أيمن : أمين بنور وأسامة حسني
جناح أيمن : أيمن التومي، طارق جلوز وأنور بن عبد الله