يطرق المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم ابواب مغامرة قارية جديدة بالمشاركة في النسخة 31 لنهائيات كاس امم افريقيا للعبة وهو يمني النفس بصنع ملحمة جديدة قد ترتقي الى انجاز 2004 تاريخ الاحراز على اللقب القاري الوحيد وهي مهمة لن تكون باليسيرة باعتبار طبيعة المنافسة في ظل تواجد ابرز منتخبات القارة معززين بترسانة من العناصر المحترفة في اقوى البطولات و لكن “الحلم التونسي” يحتفظ بمشروعيته طالما وان كلمة اهل الحل و العقد اجتمعت على ان كرة القدم ليست بالعلم الصحيح و للملاعب حقيقة لا يمكن التكهن بها.
وتوزعت تحضيرات المنتخب التونسي لنهائيات الغابون على 3 مراحل أساسية انطلقت بتربص باسبانيا تخلله مباراتان وديتان امام كاتالونيا والباسك ومهما يكن من نتيجتي الاختبارين الوديين فان الإطار الفني بقيادة كسبرجاك أشاد بظروف الإعداد مبينا ل”وات” ان برنامج التحضيرات كان دسما ودقيقا حيث كانت الاختبارات الودية مفيدة من خلال ملاقاة ابرز العناصر الاسبانية المحترفة والتي تنتمي لمنتخبي الباسك و كاتاولونيا ووقفنا على كيفية تعاطي المنتخب التونسي مع وضعيات مختلفة قبل رفع النسق تدريجيا في المرحلة الثانية التي دارت في تونس بمواجهة منتخب اوغندا و تبعتها المرحلة الختامية بمصر.
ولئن اختلفت الآراء حول درجة الجاهزية العامة لزملاء حمزة لحمر في هذه المحطات الإعدادية الا ان المدرب الوطني المساعد حاتم الميساوي أشار إلى ان “التحضيرات أفرزت عديد الملاحظات الهامة من ذلك التحوير الكامن في التركيبة الدفاعية و بالتالي الاختيارات التكتيكية العامة بالتخلي على طريقة 5-2-3-1 الى 4-2-3-1 اي الاعتماد على 4 لاعبين فقط في الدفاع اذ ان مباراتي الباسك وكاتالونيا وقبلها ليبيا أظهرت مشاكل عديدة على مستوى الخط الخلفي وهو ما أملي علينا التعامل الفطن مع هذه الهنات قبل أولى المواجهات في كاس امم افريقيا المرتقبة” .
وتابع الميساوي “ان اختيار رسم تكتيكي يقوم على 5 لاعبين في الخط الخلفي يجبرنا الى اتباع دفاع منطقة منخفض وهو ما احدث إشكالا للاعبي الارتكاز كما ان المنافس مثلما شاهدنا في المباريات المذكورة يصل بسهولة الى مناطقنا وهو ما يفسر العدد الهائل من الأخطاء التي ارتكبناها في مجمل اللقاءات الودية التحضيرية”.
وخلص المدرب الوطني المساعد “حاولنا إيجاد الحلول التكتيكية للأخطاء الدفاعية المرتكبة عبر التخلي عن طريقة اللعب السابقة و الاكتفاء ب4 لاعبين في الدفاع مثلما كان حال مباراتي اوغندا و مصر وهو ما افرز نقاط ايجابية لاسيما على مستوى وسط الميدان الذي اكتسب أكثر ديناميكية وبدا أكثر حيوية مما جعلنا نتوفق في خلق عديد الفرص السانحة للتهديف في المباراتين الأخيرتين”.
واستشهد الميساوي في معرض تفسيره للنهج التكتيكي الذي سيعتمده المنتخب التونسي في المباريات الرسمية خلال نهائيات الغابون بلقاء القاهرة ضد المنتخب المصري قائلا “نجحنا في التقدم الى مناطق المنافس عبر الضغط كلما سنحت الفرصة لذلك وهو ما جعلنا نسيطر على اغلب ردهات الشوط الثاني خاصة وكان باستطاعتنا التهديف لولا بعض الجزئيات الدقيقة التي حالت دون بلوغنا شباك المنتخب المصري”.
واستدرك عضو الجهاز الفني للمنتخب التونسي مشددا “رغم هذه الايجابيات فان اليقظة تبقى مطلوبة حيث ان نجاحنا في إستراتيجية اللعب أمام مصر أفسدتها هفوة دفاعية “قاتلة” لا نحملها للاعب بعينه بل ان مسؤوليتها تبقى مشتركة و لكنها كلفتنا غاليا و هذا أمر بديهي فحين نواجه منتخبات قوية و ذات مستوى فني عال فان الأخطاء كلفتها غالية جدا وهذا ما يجب الحذر منه لاسيما وأننا نواجه في الدور الأول منتخبات قوية شان السنيغال و الجزائر”.
وانهي حاتم الميساوي الذي سبق له الاشراف على منتخب نسور قرطاج في نهائيات كاس امم افريقيا للاعبين المحليين برواندا 2016 قائلا “لم يتبق سوى ايام قليلة معدودات على ضربة البداية للنهائيات القارية وكل ما علينا فعله هو اصلاح الاخطاء التي بانت في ادائنا مع دعم عناصر القوة وستستحوذ مباراة السنيغال على أهمية بالغة بالنسبة لنا ويتعين علينا تحقيق نتيجة ايجابية من اجل حسن استهلال النهائيات اذ ان للمعنويات نصيب وافر لتامين مسيرة موفقة في الغابون.
ومن جهته أكد قائد المنتخب التونسي ايمن المثلوثي لمبعوث “وات” الى الغابون ان “التحضيرات دارت في أحسن الظروف و تركيز اللاعبين منصب على اولى مباريات “الكان” ضد السنيغال حيث تستحوذ هذه المباراة على أهمية استثنائية من الناحية البسيكولوجية وسنسعى الى التألق خلالها بتحقيق نتيجة ايجابية من شانها ان تمهد الطريق لبقية اللقاء في كنف التفاؤل و الأريحية”.
وشدد لاعب فالنسيا الاسباني أيمن عبد النور على ان المهمة في نهائيات الغابون لن تكون باليسيرة باعتبار ان المواجهة ستجمعنا بافضل منتخبات القارة كما ان المجموعة الثانية التي ننتنمي اليها ستكون المنافسة فيها شديدة من اجل الترشح الى الدور ربع النهائي في ظل تواجد المنتخب السنيغالي المدجج بألمع نجومه و المنتخب الجزائري الذي يمتلك عناصر تنشط في اقوى البطولات الاوروبية”.
وتابع عبد النور ان “مواجهة منتخبات قوية سيكسب لاعبي المنتخب التونسي شحنة إضافية من اجل رفع التحدي و الظهور بوجه مشرف و الاستبسال في الدفاع عن حظوظنا و تقديم أحسن العروض وبلوغ ادوار متقدمة ترتقي الى مستوى انتظارات الجماهير التونسية العريضة.
ويستهل المنتخب التونسي نهائيات الغابون بمواجهة السنيغال يوم الأحد القادم ثم يلاقي نظيره الجزائري يوم 19 جانفي الجاري و ينهي مباريات الدور الأول بمواجهة الزمبابوي
يوم الاثنين 23 من ذات الشهر .