استهل المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم مشواره في النسخة 31 لنهائيات كاس امم إفريقيا للعبة التي تحتضنها الغابون الى غاية 5 فيفري القادم بهزيمة امام نظيره السنيغالي بثنائية نظيفة بدت بديهية امام حجم الأخطاء الفنية
والتكتيكية والهفوات الفردية التي ارتكبت أمام منافس من طراز رفيع لا يتساهل مع مثل هذه الوضعيات.
وكان الاطار الفني للمنتخب التونسي قد قرر منذ أسبوعين من بداية النهائيات القارية تغيير الاستراتيجية التكتيكية التي كان يتوخاها والفتها المجموعة منذ مدة طويلة و ذلك بالتخلي عن طريقة 5-2-3-1 الى 4-2-3 -1 أي الاكتفاء ب4 مدافعين فقط و كان من الطبيعي ان يترك هذا التغيير الاستراتيجي هنات تتعلق بمدى التأقلم مع الرسم الجديد وقد لاح ذلك جليا في لقاء الأمس ضد السنيغال اذ رغم النفس الهجومي الواضح لهذه الخطة الا ان الأداء الدفاعي بدا مهزوزا إلى ابعد الحدود.
وقد أثارت اختيارات هنري كسبرجاك موجة من التساؤلات تتعلق بمدى وجاهة إحداث تغيير هيكلي في مستوى الرسم التكتيكي أياما قليلة قبل موعد الغابون وفي ظل مجموعة صعبة وجاءت الإجابة واضحة على مستوى مردود الخط الخلفي الذي كان يشكو من ضعف جعل عملية اختراقه من جانب هجوم السنيغال بقيادة سايدو ماني نجم ليفربول الانقليزي وموسى سو لاعب فرنباخشة التركي يسيرة جدا اذ تحكم هذا الثنائي في نسق الهجمات السنيغالية كما اشتهى.
واثارت عودة اللاعب ايمن عبد النور الى التشكيلة الاساسية بعد غياب خلال فترة التحضيرات بسبب الاصابة استفهامات حول جاهزية هذا اللاعب الذي ارتكب اخطاء لا ترتقي الى مستوى الاضافة المنشودة للاعب فالنسيا الاسباني في مثل هذه الرهانات القوية وقد كانت لقطة ضربة الجزاء بعد التدخل على اللاعب لامين قساما ترجمانا على ذلك التذبذب في أداء عبد النور والذي تزامن مع بطء في تدخلات صيام بن يوسف و تحركاته سواء على مستوى المحاصرة او التمركز ليلوح هذا الثنائي غير متجانس بالمرة وفشل حتى في احتواء الكرات الثابتة السنيغالية و التي جاءت بالهدف الثاني عبر ركنية وتسديدة راسية استقرت في شباك المثلوثي.
ورفض اللاعب الفرجاني ساسي تحميل طرف بعينه مسؤولية الهزيمة قائلا في تصريح لمبعوث “وات” ان “جميع اللاعبين يتحملون المسؤولية و لا مجال لتحميل هدفي اللقاء للاعب بعينه فنحن نتحلى بروح المجموعة و نتضامن فوق الميدان للدفاع عن حظوظنا حيث ارتكبنا اخطاء يجب تفاديها في قادم المباريات”.
وغابت السرعة في حبك البناءات الهجومية لدى المنتخب التونسي لاسيما خلال الشوط الأول و طغى اللعب المباشر باتجاه العكايشي الذي أتيحت له بعض الفرص و لكنه فشل في التهديف وهي طريقة لعب كلاسيكية لا يمكن بواسطتها مغالطة دفاع يتألف من عناصر تنشط في بطولات أوروبية قوية وذات خبرة عالية.
ودفع تاخر المنتخب التونسي على مستوى نتيجة الشوط الاول بثنائية نظيفة زملاء يوسف المساكني الى التقدم نحو الهجوم حيث لم يكن من خيار سوى رد الفعل و قد برزت خلال الفترة الثانية نقاطا ايجابية على مستوى صنع اللعب وخلق العديد من المحاولات الهجومية الخطيرة بفعل تأخر المنافس الى مناطقه للمحافظة على تقدمه الا ان التنشيط الهجومي والسيطرة الميدانية افرزا ظاهرة جديدة في أداء المنتخب التونسي وتتمثل في إهدار الفرص السانحة للتهديف منذ لقاء مصر الودي اذ لم يتوفق لا المساكني و لا الخزري الذي منح حيوية للخط الأمامي و لا السليتي او الخنيسي في التهديف
وستكون للهزيمة التي تكبدها المنتخب التونسي في اولى مباريات “كان” الغابون تأثيرات واضحة على بقية مشواره لاسيما و أن تعادل المنتخب الجزائري ضد الزمبابوي قد بعثر عديد الحسابات في هذه المجموعة الثانية وأصبح لقاء الجوار يوم الخميس القادم بين منتخب نسور قرطاج و منتخب الخضر حاسما في تحديد حظوظ كل فريق في التأهل الى الدور ربع النهائي
وتشابهت تصريحات الإطار الفني و لاعبي المنتخب التونسي اثر اللقاء و اجتمعت كلها حول ضرورة التدارك في مباراة الاجوار التي ستحدد بنسبة كبيرة أمال منتخب نسور قرطاج في هذه المغامرة القارية و ذلك عبر مزيد التركيز و النجاعة رغم صعوبة المهمة امام الجار الجزائري
ولن تتوقف مهمة المنتخب التونسي في حدود لقاء الجزائر المرتقب بل ان الإمكانيات الهائلة التي أظهرها الزمبابوي صاحب مفاجأة المجموعة الثانية و الذي اجبر الجزائر على التعادل ستربك الكثير من الحسابات لتظل كل السيناريوهات محتملة مع أسبقية للمنتخب السنيغالي الذي يتمتع بأفضلية حسابية و ميدانية