سيكون المنتخب التونسي لكرة اليد امام حتمية تحقيق الانتصار في مواجهة نظيره السلوفيني يوم الثلاثاء لحساب الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الثانية ضمن الدور الاول لبطولة العالم (فرنسا 2017) من اجل تفادي الدخول في حسابات معقدة في سباق التاهل الى الدور ثمن النهائي.
ولئن يبدو تاهل اسبانيا وبدرجة اقل سلوفينيا من تحصيل الحاصل فان الوضعية تبقى في المقابل غامضة على مستوى تحديد هوية صاحبي المركزين الثالث والرابع في ظل الصراع القائم بين مقدونيا وايسلندا وتونس مع أسبقية هامة للمنتخب البلقاني الذي يتقدم بفارق 3 نقاط عن منافسيه في جدول الترتيب العام وقد تلعب الاهداف المدفوعة والمقبولة دورا حاسما في الفصل بين هذه المنتخبات.
وبعد ان خيب الامال في مباراته الاولى بتعثره امام مقدونيا وانقاد الى خسارة منطقية في مواجهته الثانية امام اسبانيا قبل ان يكتفي بتعادل مخيب في مقابلته الثالثة امام ايسلندا (22-22) بالنظر لطريقة تعامله مع الثواني الاخيرة، يلاحق المنتخب التونسي الانجاز في الظهور الرابع له خلال هذا المونديال عندما يصطدم بنظيره السلوفيني حتى يبقى مصيره بين سواعد لاعبيه قبل الجولة الختامية يوم الخميس امام انغولا.
المهمة حتما ليست باليسيرة باعتبار قيمة المنتخب السلوفيني صاحب المركز السادس في الالعاب الاولمبية الاخيرة بريو دي جانيرو والرابع في مونديال اسبانيا 2013 لكنها ايضا غير مستحيلة اذا ما تسلحت العناصر الوطنية بالاصرار وحافظت على تركيزها خاصة في الدقائق الاخيرة من عمر اللقاء وهو ما افتقدته خلال المواجهتين امام كل من مقدونيا عندما فرطت في المنعرج الاخير في اسبقيتها بفارق 4 اهداف لتنقاد في نهاية المطاف الى خسارة مريرة (30-34) وايسلندا بعدما استهلكت الثواني الاخيرة في التعويضات ما اثر على البناء الهجومي لتكتفي بالتعادل (22-22).
وبعد عشر سنوات من تاريخ اخر مواجهة جمعت بينهما في المونديال وبالتحديد في مقابلة الجولة الثالثة الاخيرة لتحديد متصدر المجموعة ضمن منافسات الدور الاول من نسخة المانيا 2007 التي حسمتها انذاك سلوفينيا لفائدتها (34-27) يتجدد الموعد بين المنتخبين في ظروف مغايرة، فابناء المدرب حافظ الزوابي يبحثون عن انتصار يفتح لهم ابواب التاهل الى الدور ثمن النهائي على مصراعيها قبل ملاقاة انغولا في الجولة الاخيرة في حين تطمح كتيبة المدرب فيسيلن فوجوفيتش الى تحقيق فوز جديد لتدعيم مركزهم في هذه المجموعة والتاكد على الاقل من الحصول على المركز الثاني الذي يضمن لهم تفادي مواجهة منتخب قوي في الدور الثاني.
مفاتيح النجاح تكمن في ضرورة حسن استثمار فترة الانتعاشة التي يمر بها حارس المرمى مكرم الميساوي الذي ابلى البلاء الحسن في المباريات الثلاث الاولى حتى انه تم اختياره افضل لاعب في مباراة اسبانيا وذلك عبر تقديم اداء دفاعي اقوى من جهة وابداء نجاعة هجومية اكبر من جهة اخرى وهو ما يحتم استفاقة بعض العناصر لاسيما وائل جلوز الذي ظهر الى حد الان بوجه محتشم.
وهو ما اكده الحارس الميساوي في تصريح لمبعوثة وات الى ماتز قائلا ” لن نتخاذل في مباراة الغد امام سلوفينيا. سنعمل بكل ما اوتينا من جهد من اجل تحقيق الفوز الذي ننتظره بكل قوة، يجب ان نفوز وان نترشح الى الدور القادم، هذا جيل من اللاعبين الشبان يجب ان يذهبوا ابعد ما يمكن في المونديال وهم يستحقون ذلك . سنعمل من اجل ان نكون جاهزين بنسبة 1000 بالمائة.
ومن جهته افاد ايمن التومي ان “المنتخب التونسي سينزل بكل ثقله وسيبذل كل ما في وسعه من اجل الفوز بمباراة سلوفينيا ” قائلا “يجب ان ننتزع الفوز بكل ثمن وهذا يتطلب منا ضرورة التحكم في الاعصاب والتحلي بالتركيز والانسجام حتى نكون يدا واحدة ونحقق الهدف الذي جئنا من اجله “.
واضاف منتخب سلوفينيا منتخب قوي جدا وله تقاليد كبيرة في كرة اليد كما ان 4 لاعبين من عناصره ينشطون معي ضمن نادي مونبليي الفرنسي واعرف نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم . سنلعب الى اخر لحظة ولن ندخر اي حبة عرق.
اما المدرب الوطني حافظ الزوابي فقد اعرب عن تفاؤله في الترشح الى الدور القادم دون اي ينفي صعوبة المهمة مشيرا الى ان الامل في الترشح ما زال قائما كما ان حظوظنا وافرة حيث ما زالت تنتظرنا مباراتان هامتان امام سلوفينيا وانغولا وسنعمل على الفوز بهما الى اخر لحظة من عمر اللقاء. سنلعب تحت عامل الضغط امام منافس ضمن ترشحه وهو ما يجعلنا امام رهان كبير. بجب ان نؤمن بحظوظنا الى النهاية وسنبحث عن الحلول اللازمة من اجل اضفاء مزيد من النجاعة على اداء الفريق خاصة في الدقائق الاخيرة.